رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
ابتسم لها إبتسامة واسعة وقال
.. خیر طبعا متقلقيش في انتظارك
هزت سالي رأسها بهدوء وحينها قالت الممرضة
.. متقلقيش يا دكتورة دکتور کریم انسان محترم جدا وحضرتك بسم الله ماشاء الله ليك کاریزما مع الأطفال
فقالت سالي شاكرة
.. ميرسي يا بسمة عشر دقايق ونادي على البنوته عبال ما أروح أصلي الضهر
أنهت الكشف المتبقي وغسلت يدها ونزعت ردائها الأبيض الذي افتقدته لسنين طوال وتقدمت بخطوات ثابته نحو مكتبه طرقته وسمعته يدعوها للدخول فقالت
.. أنا خلصت یادکتور
أشار لها بالجلوس وقال
ارتفع حاجبي سالي دهشة وتذكرت أمر الراتب ذاك الذي غاب عن ذهنها كليا فهي منذ عادت لممارسة عملها واستغرقت فيه بإستمتاع عجيب لم تلتفت لأمر راتبها وكم الأموال الذي قد تحصل عليه من وراءه وكم كان عليها التفكير بهذا الجانب بشكل جاد فهي ماعادت تستند على مصروفها الضخم الذي كان ينقده لها جاسر دوريا ولن تستطيع إلقاء بعبأ مصروفاتها على والدتها وهي التي رفضت إعانة من جاسر وحتى لم تفكر بحسابها البنكي ولا حتى نفقتها فأموال جاسر أصبحت بالنسبة لها خطا أحمرا لا يجب تعديه أخذ كريم يراقب كم الصراعات التي تنحت بآلامها على صفحة وجهها لوحة معبرة والعنوان. قهر رجل
.. أنا شايف أنك تفكري وتسألي وبعدين . .
فقاطعته
.. حضرتك ده مش موضوع هنختلف عليه فعليا أنا مبتدئة وزي أي حد لسه في أول طريقه المرتب بيكون معلوم فمش هنختلف
أخذ ينظر لها بعين التقدير ثم قال
.. بس أنت مبتدئة موهوبة يا دكتورة ولولا تصريحك إنك مبتدئة
أنا كنت فكرتك محترفة من زمان
قامت سالي وابتسمت له لتشجيعه المستمر لها وقالت
.. ده من ذوقك وزي ما قولت لحضرتك مش هنختلف
فقام كريم من مجلسه وقال ممازحا
.. خلاص يادكتور مش هنختلف مش هأخرك عشان أنا عارف الساعة واحدة بالنسبالك زي الساعة ۱۲ بالنسبة لسندريلا
دقت الساعة الثانية ولايعلم لم اقټحمت أفكاره كغاز منتصر يجوب أراض المشرق والمغرب ألأنه يدرك بوجودها الآن بين جنبات قصره وبكفها تحتضن کفوف صغاره کمریض بترت أطرافه ولازال يشعر بوجودها ينظر حوله ليتأكد يكاد يمسك بطيفها فلا تتحرك كظمآن شارد يلاحق طيف واحة خضراء وما أن يصل إليها حتى يجدها سرابا رفع سماعة الهاتف ليأتيه صوت نعمات دهشا عندما تعرفت على صوته فقال يإنفعال لم يستطع السيطرة عليه
ردت نعمات
.. آیوه یا جاسر بيه من ساعة
فغمغم بصوت متردد
.. ومامتهم عندك
فقالت نعمات وهي تكبح إبتسامتها
.. أيوا یا جاسر بيه بتغديهم
دارت عيناه بين جنبات غرفته الواسعة حتى طالت السقف وطالت فترة صمته وهو عاجز عن الإتيان بحرف فقالت نعمات بصوت قلق
.. جاسر بيه
رد بسرعة
.. طب یا نعمات هبقا أكلمك تاني اطمن على الولاد
ثم استدرك لعله يلمح طيف نبرة شاردة منها تطوف بأجواء القصر فتصل إليه عبر أثير الهاتف
.. ماما نايمة دلوقت
فردت نعمات بتكرار شعر کلاهما بالملل منه
.. أيوا یا جاسر بيه
فزم شفتيه وقال كطفل غاضب لفقدان حلواه
.. طب مع السلامة
وضع سماعة الهاتف ثم أمسك بقلمه وحاول العودة مجددا لأوراقه وعمله ولكنه ما لبث أن ألقاه بعيدا ورأسه الصلد يعلنها بوضوح أدمى قلبه نعم إنه يفتقدها واللعڼة عليه وعلى كبريائه الأعمى فهو يفتقدها وبشدة تنهد متعبا وعاد بذهن مشوش لأوراقه يحصي الساعات حتى يستطيع الإنصراف وربما اللحاق بظلها قبل أن تعود لمنزل والديها
أخذت تجوب الغرفات غرفة تلو الأخرى بحثا عنه وعن صغيرها ولكنها لم تعثر عليه فتوجهت للطابق السفلي لتسأل موظف الأمن عنه فأخبرها أنه خرج منذ ساعتان برفقة الصغير فتعالت صيحات الڠضب داخلها وأمسكت بهاتفها لتطلب منه تفسيرا وهي تتجه للمصعد ولكنها سرعان ما سمعت صيحة صغيرها وهو يتجه بسرعة فائقة نحوها فأحتضنته بشوق ولاحظت فورا الألوان التي يضج بها وجهه فقالت بتقزز
.. إيه اللي على وشك ده
أشار لها صغيرها بأصابعه كأنما هي مخالب اكتسبها بحكم تلك الرسمة السخيفة بنظرها وهو يصطنع زئير أسد جائع
.. هاااع أنا أسد
رأى الشرر ينبعث من عيناها فابتسم داخله واقترب منها وهو يرسم ملامح الجد المطلوبة للتغلب عليها ثم قال
.. أخدته شويه الملاهي متقلقيش
حدقت فيه ببلاهة ثم قالت مؤنبة
.. ملاهي لعيل عنده حصبة لك أن تتخيل کام عيل أتعدى منه
قال هازئا
متابعة القراءة