رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
.. ياستي أهي كلها مناعة وبعدين تجيلهم وهما صغيرين أحسنلهم
ثم أردف أيهم بثقة ليزيد من حنق أمه ضعفا مضاعفا
.. وبعدين أنا ولد شطور عمو أسامة قالي كده وقالي كمان كل ما هتطلعلی حباية هكون أقوى وأقوى
ظلت صامتة وهي تنقل أنظارها بينهما ثم قالت بأمر حاسم
.. أنت كفاية عليك كده النهاردة أنا هطلع أبلغ إذن ونروح
وانصرفت دون أن تعقب ولم يقف هو بطريقها بل اتخذ طريقه نحو سيارته
كانت تقذف بالملابس للبائعة خلفها بعصبية وتوتر بالغين في حين ظلت صديقتها تراقبها بتعجب حتي جذبت من يدها رداء کریمی اللون ڤاضح وقالت لها
فلمعت عيناها وقالت بجذل
.. تفتكري يا أنجي
فحدقت بها إنجي قائلة
.. شور طبعا ده مستحيل يخليكي تخرجي بيه
تأملت داليا الرداء بخيوطه المتشابكة الرقيقة والتي تغطي قسما هائلا من منطقة الظهر والبطن وصولا للكعب وقطع صغيرة متفرقة من قماش الدانيلا الناعم تغطى بستر زائف منطقة الأرداف والصدر بحيز ضيق للغاية ثم قالت بثقة
.. هدخل أقيسه
راقبت انجی انصراف صديقتها بعين متسعة وراقبتها مرة أخرى ولكن بعين أكثر إتساعا بعد خروجها من غرفة القياس ثم قالت غير مصدقة
تنهدت داليا وهي تنظر لمنحنيات جسدها الفاتنة قائلة
.. يجنن مش كده
قالت إنجي ساخرة
.. ده يطير برج من نافوخه ويمكن كمان يطير رقبتك
همست داليا بتمني حارق
.. یاریت . . يا إنجي ياريت
أوقف السيارة على بعد أمتار من المنزل تحت شجرة ضخمة ومضى ينتظر خروجها من بوابة القصر حتى رآها تسير خارجها بخطوات بطيئة وأصابعها تتعلق بأسياخ البوابة المعدنية ثم توقفت لتتمتم ببضعة كلمات قبل أن تعود مجددا لطريقها الخالي وجلس هو بسيارته لوقت طويل حتى رأی أنوار سيارة زوجته تسطع في الظلام عائدة للقصر فأدار محرك سيارته وداخله رغبة في الهروب ولكن إلى أين لديه أبناء بالداخل وأم قد تلفظ أنفاسها الأخيرة في أي وقت حملت حقائبها وتصاعدت خطواتها نحو غرفتهما ثم وضعت الحقائب جانبا وتأملت هيئتها بعين ناقدة تعلم كم هي جميلة بل فاتنة ولكن لم يكن جاسر بالرجل الذي ينجذب للجسد دون الروح كما تعلمت بالأيام الماضية ولكن لكل رجل مفتاح ووجودها هنا بين جنبات هذا القصر لهو المفتاح خرجت من غرفتها واتجهت لغرفة الصغار طرقت الباب بخفة ودلفت لتجد الصغيران منشغلان بلعبة إليكترونية والخادمة ترافقهما عبست نعمات بوجهها قالة برسمية مبالغ فيها
حاولت رسم إبتسامة ودودة لعلها تكسر الجليد بينها وبين الصغار وقالت
.. أنا جاية بس اتطمن عليهم
ظل الصغار صامتين ولم ينبت أحدهم بنبت شفه فقالت نعمات ببرود تام
.. هما الحمد لله كويسين مش ناقصهم غير . . .
وانقطع سيل الكلمات أو بالأحرى الكلمة الوحيدة المتبقية والتي تلقي بظلال اللوم عليها وعلى ذاك الخائڼ بنظرها عندما رأت ظله خلف داليا يقف ليراقب المشهد بتخفي فتقدم جاسر قائلا
.. ناقصهم إيه يا نعمات
تهللت سلمى الصغرى لرؤيا والدها وقفزت بأحضانه صاړخة
.. بابا وحشتني
.. مش هتيجي تسلم عليا يا سليم
اتجه سلیم نحوه بخطوات بطيئه ومد يده ليسلم على والده الذي جذبه عنوة لأحضانه وهو يرفع أنظاره لنعمات منتظرا لأجابة
.. هاه يانعمات كنت بتقولي الولاد ناقصهم إيه
قامت نعمات لتنصرف قائلة بدبلوماسية اكتسبتها بفعل سنوات الخبرة
.. شوفتكم يا جاسر بيه عن إذنك هقولهم يحضروا العشا وأشوف الست هانم زمان أخواتك على وصول
وقفت داليا بإنتظار أن يتقدم جاسر منها ولكنه لم يفعل فبعد أن ترك الصغار أحضانه جذبته سلمي قائلة
.. تعالى العب معايا يابابا
هز جاسر رأسه وقال
.. أغير هدومي بس واتشطف وراجعلكوا يا حبيبتي
ثم انصرف لغرفته ووقفت داليا تراقب إنصرافه حانقة وسارت خلفه حتى دخلت الغرفة وأغلقتها قائلة
.. ده ولا كأنك كنت شايفيني
فرد ببرود وهو يخلع سترته ويلقيها جانبا
.. ليه اتعميت
فقالت داليا بضيق بالغ
.. أومال معبرتنیش حتی بسلام
فابتسم هازئا وقال
.. إزيك يا داليا عاملة إيه
والټفت ليتجه للحمام فجذبت ذراعه واستوقفته ودفعت بنفسها بأحضانه عنوة قائلة بدلال
.. اتعود أما ترجع من شغلك تحضني وتسلم عليا يا جاسر أنا محتاجلك
تصلب في مكانه إثر ذاك الإقتراب المفاجيء ووضع يده على ذراعها ليدفعها بهدوء للخلف قائلا بصوت متحشرج
.. اكبري یا داليا على حركات العيال دي لو سمحتي
فتعلقت بعنقه ليزداد إقترابها سوءا بنظره وهي تهمس
.. مش هکبر یا جاسر وهفضل قصادك طفلة محتاجه لحضنك على طول
تنهد وهو يحاول الإبتعاد قائلا
.. وأنا محتاج دلوقت أني أغير هدومي واتشطف
تركته يفلت منها وهي تبتسم فخطتها باتت واضحه كلما عمد للهروب والإختباء منها ستهاجم هي بفيض مشاعر لا قبل له بها حتى يعتاد عطائها ويدمنها كما أدمن البدينة ولا يستطيع الاستغناء عنها
عادت بعد انتهاء ساعات عملها الطويل مرهقة للغاية وجل ما كانت تطمح له
متابعة القراءة