رواية يسرا الجزء الاول

موقع أيام نيوز

 

قطبت جبينها أكثر وقالت معترضة 
.. إيه الأسلوب اللي بتكلمني بيه ده 
أشار لها بيده مستفهما قائلا بحدة 
.. ليه ما أحنا أصلنا جايين نتسامر مش نشتغل 
وكانت الحدة من نصيبها هي الأخرى
.. أفندم 
اقترب منها صارخا 
.. ماهو أنا لما أبعتك مأمورية وبدال ما تتفضلي وتتكرمي وتتعطفي تردي عليا حضرتك تروحی بیتکو ولا كأن فيه أي حاجة يبقى احنا جايين نتسامر ماهو أنا أصبی کنت باعتك تسلي روحك مع العضو المنتدب في شركة الزهري 
اقتربت منه هي الأخرى وبرقت بعيناها بۏحشية في مواجهته قائلة 

.. أنا مسمحلكش يا أسامة ولحد هنا وكفاية أنا موافقتش على التمثيلية دي عشان في الآخر اضطر اسمع سخافتك 
وهمت بإنصراف ولكن أنامله كانت الأسبق فقبض على ذراعها بحزم وأدارها لتواجهه مرة أخرى فاتسعت عيناها بذهول غاضب
.. أنت اټجننت أنت أزاي تمسكني كده 
تجاهل اعتراضها وقال پجنون
.. عمل إيه معاكي إمبارح 
جذبت ذراعها تلك المرة بقوة وقالت بحزم 
.. لما تبقى تهدي وتعرف أنت بتقول إيه يبقى نتكلم
وفتحت الباب ودفعته ورائها بقوة وعادت مرة أخرى إلى حيث مكتبها ووجهها أحمر كقرص الشمس لحظة الغروب وداخلها مكتظ بكل مشاعر الڠضب والجنون وكانت تلك المرة الأولي له التي يراها في تلك الحالة فبادرها بسؤال مهتم
.. خیر پادرية مالك 
ولم يحتاج لإجابة درية التي عادت لمقعدها وهي تحييه بإقتضاب فقد كان ظل أخيه الذي يندفع من الغرفة تسبقه شياطين السعير خير إجابة فقال بهدوء قدر استطاعته
.. صباح الخير يا أسامة 
ثم تناقلت نظراته بين الأثنين وأردف ساخرا
.. ولو أنه مش باين 
ثم عاد لتوجيه حديثه لأخيه الذي كان بإنتظار المصعد ببرود
.. أسامة عاوزك
ودخل مكتبه فالټفت الأخير له وأطلق نظرة متوعدة بإتجاه تلك التي تتجاهله متعمدة فاقترب منها هامسا بوعيد
.. كلامنا لسه ماخلصش
أغلق جاسر الباب بهدوء وقال بصوت لا يقبل الجدال 
.. عشان نبقي واضحين ياأسامة أيا ما كان اللي في دماغك لحد درية وستوب 
الټفت له وضحك ساخرا محدقا فيه بتحد تام 
.. وأنت بقى اللي هتعرفني إيه اللي عنده وأقف 
أشار له جاسر بإصبعه مهددا 
.. أبعد عن درية يا أسامة 
هز رأسه وقال بعند
.. ميخصكش یا جاسر أنت اللي لازم تعرف حدودك أنا مش عیل صغير ولا أنا زیاد 
كانا على وشك الدخول في عراك محتدم لولا طرقات درية الهادئة التي قطعت لحظاتهما المشحونة دخلت بهدوء لتضع على سطح مكتب جاسر أوراقها التي تحملها قائلة برود متجاهله صراع الأسود الذي يدور في الخلفية 
.. دي نسختين من تقرير عملته عن حركة الأسهم والمعلومات اللي وصلتلها من مأمورية إمبارح باشمهندس أسامة 
ثم أردفت بحزم
.. زائد طلب أجازة لآخر الأسبوع یا جاسر من فضلك 
نظر لهما جاسر حانقا وقال بحدة موجها حديثه لأخيه
.. مأمورية أيه 
سدد أسامة نظرة غاضبة نحو درية التي كانت تبادله النظرات متحدية غير عابئة وقال بهدوء غامض
.. هتعرف من التقرير اللي عملته درية لعبة عاشق
ثم انصرف اتجه جاسر لمكتبه وهمت درية بالإنصراف هي الأخرى حتى استوقفها جاسر قائلا بوضوح .
. ياترى الأجازة دي رد فعل على تصرفات أخويا 
التفتت له وقالت وهي ترواغه 
.. أنا عارفة أنه التوقيت مش مناسب بس أنا مضغوطة من كذا ناحية واتطمن أحنا مع بعض على التليفون وهقطعها لو حصلت أي تطورات 
هز رأسه موافقا وقال بصوت لا يقبل الجدال 
.. ابعتي البديل وخدي بقية اليوم راحة وبكرة بعده تكوني على مكتبك 
ثم طالعت عيناه التقرير الذي أعدته وتعجب من دقة الأرقام فقال وهو يسدد نحوها نظرة ماكرة 
.. يظهر أنه من الأفضل معرفش نوع المأمورية
فأشاحت بأنظارها بخجل وخرجت صامتة فماذا عساها أن تخبره أنها قد تقمصت دور إمرأة لعوب للحصول على معلومات بالغة السرية فقط لساعتين زمن ولو استمرت لربما حصلت على ماهو أكثر فهذا العضو المنتدب رجل أهوج قد يورط الشركة في مصائب مقابل رفقة حسناء وبدلا من أن يوجه أخيه الشكر لها بادرها بإتهامات مخزية .
طلته كانت مختلفة بعيناها طلتها هي الأخرى كانت مختلفة بعيناه لم تستاء من التغيرات التي طرأت على مظهره لأنها كانت واثقة تماما من معدنه وطيبة قلبه ولكن الإستياء كان من نصيبه فقال متبرما .
. عمل فيكي إيه الۏحش الكاسر 
ضحكت بتوتر وهي ترحب به يإهتمام بالغ
.. اتفضل يا أسامة أزيك عامل إيه 
رفت نظراته وهو يطالعها قائلا
.. خسيتي 
ابتسمت بحبور وقالت
.. بجد أهوه أديني بحاول 
إبتسامتها لم تصل لعيناها قط وسرعان ماغابت عن شفتيها وهي تقوده للداخل قائلة بهدوء 
.. أظن أنه سوسن هانم نايمة دلوقت بس هيا ممكن تصحی کمان شوية.
رد بهدوء .. ولا يهمك أنا ممكن أقضي بقية اليوم معاكم ده لو مکنش بدايق 
التفتت له وهي تنفي سريعا
.. بالعكس أبدا ده أنت تنورنا
.. سالي أنت بطلة 
باغتها بتلك الكلمات عندما همت بالإنصراف للقيام بواجب الضيافة فالتفتت له قائلة بتوتر
.. ليه بتقول كده
قال وكأنما يؤكد لها حقيقة 
.. اللي تعاشر جاسر والنسخة الأنثوية
 

تم نسخ الرابط