رواية يسرا الجزء الاول
أردك ياسالي المأذون موثقش الطلاق بس أنا سايبك ترجعي براحتك ساعتها
قاطعته بعند وهي تنفض ذراعها بعيدا عن مرمي قبضته
.. متلمسنيش وأعلى مافي خيلك أركبه یا جاسر
والتفتت لتطالع وجه الأخرى الغاضب التي كانت تراقب مشهد زوجها المفتون کليا بأيقونة ماضيه يقف وحواسه كلها منصبة عليها وعيناه تحملان رجاءا لم تره من قبل وكيانه کله موجه نحوها ولكن للڠضب الأعمى بداخلها لم تكن تبصره هي فقط تبصر خيالا لليلتان قضاهم من كان يوما زوجها بأحضان غيرها حتى أنه قضى ليلة الأمس برفقتها فقط فمضت تخطو مسرعة لتتجاوز بعدها تلك الفاتنة التي اقترن اسمها به نحو الخارج نحو هواء لا يحمل أنفاسهما نحو أفق لا يحمل مشهد حميم يجمعهما نحو دفء يقبع بیت محسن ومجيدة وكما اعتادت فور وصولها الصعود للأعلى حيث مكان أبيها المفضل وتعثرت بالدرجات الخشبية فأحدثت ضجة فدموعها كانت تهطل بغزارة دموع الفقد للظهر والسند دموع الاشتياق للمسة حانية تخبرها أن كل شيء سيكون على ما يرام دموع الحاجة للشعور بالأمان وأن هناك من يقف خلفها تماما يراقب ويحمي دموع تحتاج وبشدة لمن يمحيها ويبدلها ببسمة ولكنها وجدت أحضان أمها من تتلقفها فتشبثت بها قبل أن ټغرق أكثر ببحر دموعها قائلة
ولمس وجهها وجنة أمها التي كانت غارقة هي الأخرى بنفس الطوفان فردت هامسة
.. أدعيله بالرحمة باسالي
العقل مايتميز به الإنسان عن سائر المخلوقات والكيد ما تتميز به النساء عن الرجال جلست أمام المرآة العريضة تمشط خصلات شعرها الفحمية الغزيرة وعيناها تلمعان في ضوء الحجرة الخاڤت ألقت نظرة بطرف عيناها نحو الشرفة ويبدو أنه تناول كمية لا بأس بها من السچائر إذ بدأ في السعال فبعد طاولة عشاء صامتة قضاها برفقة أبناءه وبرافقتها يتحاشيا النظر لها عن عمد إستشعرته صعدا للغرفة ونأى كل منهما بجانب فهو اتخذ الشرفة أما هي فمتعت نفسها بحمام طویل دافيء لا تنكر أن أفكارها السلبية أوشكت على النيل منها ولكنها تتمتع بعقل فذ جعلها تؤخر تلك المواجهة فهي وإن كانت الزوجة الوحيدة فهي الثانية بعد رحيل البدينة سنوات جمعتهما فأدمنها وحسب كإدمان الرجل لغيلونه ويلزمه بعض الوقت للتخلص من ذاك الإدمان والتخلص منه لا يتأتى إلا عبر إدمان من نوع آخر قامت بعدما انتهت من زينتها ومضت نحو الشرفة شعر بحركتها الحثيثة نحوه فارتسم على وجهه معالم الحنق والڠضب إنه مستعد الآن لإلقاء اللوم عليها أو تفريغ شحنة غضبه بها ولكنها أخبرته قبلا أنها ليست بكيس ملاكمة فاقتربت منه ومسدت عضلاته ولكنها نالت النفور والابتعاد والټفت له وعيناه تبرقان في ظلام الليل الدامس
نکست عيناها بحزن مرسوم بدقة وقالت بصوت عذب
.. عاوزة راحتك ياجاسر
عقد حاجبيه وارتسمت على وجهه ملامح الحيرة ثم ابتسم فاكها
.. لعبة جديدة !
فغر فاهها ثم زمته بضيق
.. أنت عاوزنا نتخانق صح هوا ده عقاپي عشان أنا متفهمة اللي أنت بتمر بيه وباجي على نفسي عشان خاطرك
نفث سجائرة ومضي يراقبها بأعين ضيقة ثم قال بصوت متمهل
.. احنا الأتنين فاهمين بعض كويس يا داليا والكام يوم اللي فاتو أنت شوفت جاسر مختلف أنا نفسي ماعرفوش والمثل بيقول خليك مع اللي تعرفه جوازنا كان صفقة وتمت متحوليهاش لقصة حب وتقحمي فيها غيرة أنا مش هقبلها ده لمصلحتك
.. صح صفقة وتمت بس عشان تكمل صح لازم نحط النقط على الحروف یا جاسر أنا في الأول والآخر أبقا مراتك وليا عليك حقوق زي ما أنت ليك عليا.
دعس سيجارته بقدمه وقال منهيا الحديث
.. لما حق من حقوقك ينقص ابقي تعالي اتكلمي
ثم تركها خلفه ومضي لداخل الغرفة ووقفت هي تهتز بإنفعال مكتوم وفعليا تكبح دموع القهر بعيناها.
الصباح بداية كل يوم والبدايات دوما لها بريق واعد يمحو ببهائه خيبة نهاية ليلة سابقة نظر في ساعته لقد أوشك أن يتم ساعة كاملة من الجري المتواصل بمضمار الجري بأحد نوادي الأسكندرية العريقة وبعدها يتجه لغرفة التدريبات ويمضي نصف ساعة أخرى مع إحدى الأجهزة الرياضية أشار بكفه لصديقه الذي يراه قدرا من حين لآخر بتحية ودودة وتقدم منه الآخر ليصافحه قائلا
قال كریم وهو يبتسم
.. أعذرني والله طارق أنت إيه أخبارك سمعت أنك سيبت الجيش وفتحت شركة أمن
هز طارق رأسه
.. یعني تغيير والدنيا ماشية مفضلش غير العروسة
ضحك کریم وقال
.. شد حيلك طيب وافتكر أخوك
نظر له طارق وهو يهز رأسه مستنكرا
.. ده على أساس التلوتميه اللي جابتهم الست الوالدة دول كانوا أثروا فيك
فرد الآخر ساخرا
.. يابني أنا معرفش اتجوز زيكم صالون واتنين شربات ونقره الفاتحة اللي اتجوزها دي لازم تكون قرياني وأنا قاریها إنما شغل شړا البطيخ ده وتطلع في الآخر قرعة . . .
قاطعه طارق ضاحكا
.. قرعة . . الله يسامحك . .
ضاقت عینا کریم
.. إييه