رواية يسرا الجزء الاول
لسانها بأمر غير قابل للنقاش ولا
لاعادة المحاولة
.. ولادی مش هيسيبوا بيت أبوهم هبقي آجي أنا أشوفهم مهما كان هفضل أنا أمهم
لقد وضعته بخانة اليك كما يقولون مزقته بين رحى كبريائه وإحتياجه لم تترك له خيارا فهو لم يكن ليستجدي بقاء من أعلنت رفضها له ورغبتها بالإنفصال عنه لم يكن ليرغب بخائڼة نعم هي خانته بارکت خطواته ومنحته صك غفرانها ووعد بتحمله للأبد والآن نكثت عهدها وأمام الجميع أعلنتها صراحة وطلبها غير قابل للرفض ومساومته له باتت خائبة لا قيمة لها إذ أنها كانت متحملة لنتائجها بالكامل وراضية بقسمتها ونصيبها وكيف يعلن رفضه بل وكيف يتمادی بضغطه عليها أيتزوج من أخرى ويحرم زوجته الأولى صغارها كيف سينظر له الناس بعدها كان ذلك ممكنا بين جدران غرفتهم كان ليكون سرهم كان ليقدم الاعتذارات والوعود لها بل كان من الممكن أن يتخلى عن الأمر برمته إرضاءا لها إن فشل بالحصول على رضاها ولكنها لم تمنحه تلك الفرصة لقد منحته مباركتها ليتمم تلك الزيجة لتنسحب بعدها من حياته ربما كانت تلك رغبتها الحقيقة طعنته بظهره والطعڼة يجب أن ترد
شهقة وصلت لأسماعه وربما كانتا شهقتان وكلاهما تخص آشري وعروسه وتقدم خطوات غاضبة نحوه تخص أخيه الأوسط أما زوجته أو بالأحرى من كانت زوجته تلقت طعنته بصدر رحب وتقدمت منه بخطوات محسوبة لتنظر له نظرة أخيرة لم يفقه معناها ولكنها كانت تلتمع بعبرات النصر ثم خرجت بخطوات شامخة وكأنما كانت هي من تربط الجمع ببعضه وكأنه عقد وانفرط عند إنصرافها تفرق الجميع بخطوات مشتة وبقي هو برفقة عروسه التي كانت تحاول إستيعاب الموقف وتسترجع تفاصيله شاردة حتى أفاق على صوت أمه الصارم التي كانت تقول قبل إنصرافها مستندة على عكازها بقسۏة بالغة.
فرفعت لها داليا وجهها وهمت برد غاضب ولكنها كتمته عندما طالعت ملامح زوجها المكفهرة الذي خرج ليراقب وداع من كانت زوجته لصغارهما الباکیان وهي تقول بصوت هادىء
.. وبعدين إحنا مش كنا اتفقنا خلاص
فقال سليم وهو يبكي
.. وتسيبينا لوحدنا ياماما
ربتت فوق رأسه وقالت بحنان
.. أنتوا مش لوحدكوا معاكوا بابا وتيته
ثم جذبتهم وهمست بأذنهم بأمرا ما كان كفيلا بإعادة البسمة ولو كانت صغيرة متوجسة لوجوههم الباكية وقبلتهم وقامت وهي تراقب إنصرافهم للأعلى برفقة نعمات التي كانت تهديه نظراتها الغاضبة بغير حساب ومضت هي بخطواتها نحو الخارج واستوقفها قبل أن تنصرف قائلا بصوت يكتم ڠضبا لا حدود له
نظرت له وهي ترفع أنظارها ربما تغير فيها الكثير إلا أن قامتها القصيرة لم تكن لتغير والغريب أيضا تلك اللمعة بعيناها وهي تلمس ردائها القديم قائلة بكبرياء
.. لا الخطط والأفكار دي طول عمرها بتاعتك أنت أنا كل اللي عملته إني افتكرت
اقترب منها وقال بصوت غاضب يخالطه اللوم
.. افتكرت النهاردة وقدام الناس إنك مش موافقه ياسالي
هزت رأسها نافية والدموع تتقافز بعيناها وهي تقول بهمس مسترجعة ذكريات قريبة
.. إني بنت محسن اللي أخدتني من فوقه سطوحه المليان ورد وأماني . . . بالفستان ده
.. ولسه ما تعرف كويس أوي قيمتها
واڼفجر بركان الڠضب داخله فقال يإتهام
.. يبقى أنت اللي حرضتها
أرسل له ضحكة هازئة ثم اقترب منه وهو يقول غاضبا
.. لاء أنت اللي حرضتها كنت فاكر أنك تفضل تدوس وتدوس وهيا إيه
صمت قليلا وهو يراقب رأس أخيه المنكس وأنفاسه المتسارعة ثم قال بهدوء ساخر
.. مبروك ياجاسر فزت بعروسه قصاد إنك ترجع شركة أخوك التي اتسرقت منه بلعبة ستريب بوكر
وشدد على تلك الكلمات وهو يعلم أن الآخر بالذكاء الكافي ليفهم مقصده ثم أردف بهدوء مرة أخرى
.. ومعلش هاردلك أيه يعني معرفتش تحتفظ بمراتك الطيبة بنت الأصول ولا حاجة في عالم جاسر سليم
رفع جاسر إصبعه مهددا ثم قال پغضب محتقن
.. أسامة مسمحلكش متنساش أنها بقت مراتي وعلى فكرة أخوك كان شارب ومافيش حاجه حصلت بينهم
فأمال أسامة رأسه وقال
.. ياااه تصدق تفرق فعلا
وانصرف وهو يلعن أخيه وجحوده وعناده فهو إن كان أطفأ شعلة الحياة في زوجته فرحلت عنها بحاډث غير مقصود فلقد أطفأ جاسر شعلة الحياة في زوجته حية متعمدا وها هي النتيجة وأطفاله من سيدفعون الثمن وغاب أسامة عن ناظريه وغاب هو عن الجميع بحجرة مكتبه المظلمة ولم يدري كلاهما بوجود ضيف خفي ضيف كان حظه دوما يقوده لإعتراف سري بين أطراف عائلة سلیم ليعلنها مرة أخرى أنها كانت مخطئة تماما بالوثوق بأصغر أفرادها ومضت