رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
أمام سيل الكلمات يكان يتلفظ بها وسارت حتى وصلت لسطح مكتبه وتموضعت عليه بجلسة مغرية تتنافي مع ملامح الصرامة المرسومة على وجهها وقالت بصوت لا يقبل الجدال ولا المقاطعة
.. أولا ده مش بيتي وعمره ما هيكون ثانیا مافيش عريس يعامل عروسته بالشكل الھمجي اللي أنت اتعاملت بيه معايا امبارح ثالثا وده الأهم أنا مش كيس ملاكمة ياجاسر هتفرغ فيا غضبك وقت ما تحب
.. أنا داليا الزهري وافتكر ده کویس فرق كبير بيني وبين أي حد فاهمني طبعا
قبض على ذراعها برفق تعمده ومع ذلك سيطرته عليها كانت واضحة المعالم وقال بهدوء
.. أنا كمان فرق كبير بيني وبين أي حد یا داليا . مبتهددش ولا بيضحك عليا بلعبة
.. أنا مبهددکش إحنا إيكوال زيي زيك بالظبط في الجوازة دي واتفقنا عليها ورضينا بيها ملكش حاجة عندي وماليش حاجة عندك غير الاحترام والتقدير يا جاسر
منطقها المستقيم غلب دفاعاته الملتوية فأخفض ناظريه وفاجأته هي بقبلة رقيقة أعلى وجنته وقالت هامسة
نظر لها وقد جف حلقه وغابت كلماته وراء ضبابية تصرفاتها الفجائية فتابعت وهي تبتعد عنه لتوليه ظهرها مرسلة ناظريها الخارج نافذته العريضة
.. إحنا كمان لازم نحط النقط على الحروف أبسطها هنعيش فين أنا مقدرة أنه يلزمك وقت ترتب فيه أمورك وأنا هتنازل يا جاسر وهعيش معاك في القصر لكن لوقت محدد وأتمنى متاخدش وقت طويل في تنظيم أمورك
.. ده لمصلحتنا إحنا الأتنين
هز رأسه موافقا ثم قال وهو يغير دفة النقاش
.. تشربي إيه
أطلقت ضحكة خاڤتة ساخرة وقالت رافضة عرضها السخي
.. أنا ماشية هعدي شوية على الشركة وهرجع على شقتي أرتب شوية حاجات مستنياك تعدي عليا أما تخلص
هز رأسه موافقا وراقبها وهي تغادر متعبا وداخله ندما يتصاعد على ما زج به نفسه لقد كان يحيا حياة بسيطة مستقرة بعثرها هو بلحظة غرور وعند لا يضاهي ليخوض صراعا وتحديا من نوع جديد وإمرأة بمذاق ڼاري مختلفة كليا عن لينة وطواعية زوجته السابقة جلس على مقعده وهو يعد نفسه أنها كسحابة صيف إلى زوال وستعود له زوجته مرة أخرى وتستقر حياته. تسابقت أرجلهم نحوها واحتضنتهم بشوق بالغ والدموع تتقافز العيناها ابتعدت عنهم لليلة واحدة فكيف ستمضي ليالي العمر دونهم غمغت بأحضانهم
أخذت تقبلهم وبالمقابل يطبعون قبلاتهم فوق وجهها بسخاء وبقي سليم متعلق بأحضانها وهو يقول
.. متسيبناش تاني يا ماما
وأصبحت كلماته كالخناجر تشق صدرها وتجلى الألم فوق معالم وجهها وقالت
.. أنا مسيبتكومش ولا عمري هسيبكم يا حبايبي فترة كده عبال ما نقدر نتجمع تاني مع بعض
.. یعنی هترجعي البيت تاني
رفعت أنظارها لنعمات التي تراقبهم والدموع ترسم منحنياتها فوق وجنتيها مستنجدة بها فنظرت لهم مجددا وقالت
.. مش عاوزاكوا تشغلو دماغكم بحاجة إحنا مع بعض دايما يالا بقا عشان تلحقوا التمرين
نکس سليم رأسه وسار بعيدا عنها وهو يغمغم
.. يبقا مش هترجعي البيت تاني
أمسكت بذراعه واستوقفته قائلة
.. مش يمكن نروح كلنا نعيش في مكان تاني
ارتسم الأمل على وجهه وقال
.. إحنا وبابا
وتلك المرة لم تخذلها نعمات التي قالت بتصميم
.. ياله یا سليم عشان تلحق التمرين بتاعك المدرب كده هيزعل منك لو اتأخرت
قبلتها سلمى قبل أن تنصرف وجلست سالي تداري معالم الألم المنحوتة بدقة أعلى وجهها بكفها وعندما شعرت أنها لن تتمالك نفسها وضعت نظارتها الشمسية لتخفي عيناها وتحجبهم عن أعين الناس تنحنحت نعمات قائلة
.. البيت وحش من غيرك ياست سالي والله
ابتسمت لها سالی بعرفان وقالت
.. خلي بالك منهم يا نعمات
فاقتربت نعمات منها وقالت لتطمئن
.. هوا أنت مش جاية بكرة تتغدي معاهم
هزت رأسها وقالت
.. هاجي أغديهم وأذاكرلهم بس الموضوع ده سر بيني وبينك فاهمة
هزت نعمات رأسها وقالت
.. متقلقيش محدش هيعرف حتى الست سوسن متعرفش أنا مجيبتلهاش سيرة وكدة ولا كدة هيا بتكون نايمة
عقدت سالي حاجبيها وقالت
.. هيا هما أأقصد ال
أعفتها نعمات من نطق المزيد وقالت بتفهم
.. شفتها خرجت من القصر لوحدها وش الفجر جاسر بیه صحی الصبح مدقش اللقمة قعد مع الولاد شوية وراح الشغل أنا قلبي حاسس أنه الجوازة دي استحالة تعمر وبكره .
قاطعتها سالي فكانت لا ترغب في سماع المزيد من أماني خاوية لا تعني لها شيئا سوى أنها البديل عندما يفشل سيعود لها
.. يا عالم أنا هقوم اتطمن على الولاد
حلت ساعة الغداء فتركت كل مايشغل يدها يإهمال وتسابقت خطواتها نحو المصعد وفتح الباب فطالعت وجهه بمزيج من الدهشة والشوق الذي استنكرته ودلفت للمصعد صامتة فقال متعجبا
.. أنت كمان مش بتكلميني
قالت ببرود
.. هتكلم أقول إيه
نظر لها وقال
.. على الأقل السلام عليكم يادرية
تنهدت وقالت .
.. السلام
متابعة القراءة