رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
طلبا إنصاع له خلال دقائق لا أكثر ومرة أخرى تشعر داخلها بالخۏف وعدم الأمان منه نعم هي تخشاه همست داخلها ولكن شفتاها نطقتها بوضوح
.. مالوش عزیز
وأيقظتها كلماتها من أحلامها ودوامة أفكارها وحدقت في إنعكاس صورتها في المرآة بهلع ترى أيكون هذا مصيرها بعد مرور السنون عليهما أيتخلى عنها مرة أخرى ويمضي في طريقه دون النظر وراءه وكأنما سمع ذكره يجوب في خيالها فظهر أمامها بطول الفارع يتقدم منها وعيناه أضحت قاتمة كسواد أفكاره فرفعت أنظارها له پخوف ثم قالت بصوت جاهدت أن تجعله هادئا
هز رأسه صامتا ومضى بصب لنفسه شرابا منعشا من مزيج الليمون والنعاع الطازج أشار لها بالكأس فرفضته هامسة
.. ميرسي
فترجعه دفعة واحدة فاندفعت بسؤالها الذي كان يؤرقها دون أن تشعر
.. جاسر أنت ليه طلقتها أنا مطلبتش منك تطلقها
الټفت لها وحدق فيها مندهشا وسعل ضاحكا وانتظر حتى هدأت أنفاسه ثم قال
.. وأنت فاكرة نفسك كنت تطلبي أطلق مراتي وأنا أسمع كلامك على طول
وأردف بقسۏة
.. ليه فكراني إيه
هزت رأسها بعصبية واقتربت منه وقالت بدلال مصطنع
.. لاء أنا مقصدش أنا بس مش فاهمة أنت ليه عملت كده مکنش فيه داعي
.. لاء فيه هيا طلبت وأنا الست اللي مترضاش تعيش معايا وتطلب الطلاق مالهاش عندي رجعه مش هجبر واحده تعيش معايا ڠصب عنها واهو عشان مترجعيش ټندمي زي ماهيا هتندم یا داليا يوم ما هتطلبيها مني في نفس اللحظة هتتحقق
ورددتها مرة أخرى ولكن تلك المرة بوضوح جم وأمامه
.. مالكش عزیز
فرد بقوة محدقا بقسماتها الناعمة
.. أنا اللي يعزني ميسبنيش میلویش دراعي غير كده مليش
نکست رأسها وهي تستمع لوعيده المبطن فأردف ساخرا
.. أنا أول مرة أشوف واحدة زعلانه على ضرتها مش فرحانه أن جوزها بقي ليها لوحدها
.. أكيد فرحانة أنك بقيت ليا لوحدي وبوعدك أنك عمرك ماهتقدر تستغني عني
رقص غروره طربا داخله وقال بنظرة ذات إيحاء
.. إحنا هنقضي ليلة العمر في الكلام وبس ولا إيه
فأخفضت عيناها خجلا وقالت
.. طب يالا شوف السواق عشان نروح الفندق سوا
ضاقت عيناه ومضي يبسط أولي قواعده التحكم المطلق فقال بهدوء مسيطر
.. أنا مشيت السواق أصلي تعبان شويه وبعدين مش معقول عشان ليلة يعني وأهو بقينا لوحدنا
.. یعنی إیه یا جاسر أنت عاوزاني أنام على سرير غيري
ضاقت عيناه وهو يرد بإستخاف
.. متبقیش درامية أوي كده القصر فيه أكتر من عشرين أوضة معقول يعني هنيمك في نفس الأوضة
قالت وهي تحاول التملص من رغبته فهي لم تستسيغ فكرة أن تكون ليلة عمرها بين جنبات قصر آل سليم
.. بليز يا بيبي خلينا نروح الفندق هنكون على راحتنا أكتر
رد بهدوءرافضا توسلها
.. أنا راحتي وسط أهلي یا داليا
ومضى بخطواته منفضا عنها فلحقته مذعنة حتى أوقفته على مشارف الدرج الرخامی قائلة بدلال لتبسط سيطرتها الأنثوية عليه بالمقابل
.. لحد هنا بقى ولازم تشيلني
الټفت لها غير مصدقا طلبها والذي تبين له مدى إصرارها عليه من نظراتها الراجية وذراعيها الممدودان له فرفعها بيسر تام بين ذراعيه ومضي في طريقه نحو الأعلى وجل تفكيره دعاءا خالصا من قلبه أن لا يراهما أحدا وتوقف أمام الغرفة الجديدة والتي أمر نعمات منذ قليل بتجهيزها وقبل أن يخطو داخلها رأي إنعکاس ظل أمه في المرآة المعلقة آخر الردهة ينظر لهما بتقزز بالغ فالټفت لها متحديا وركل الباب بقدمه واختفي داخل الغرفه وأغلقه بقوة حتى انزعجت عروسه وشعرت بالخۏف يقبض على أوتار قلبها وهو يدفع بها إلى الفراش وأنظاره تجول على جسدها الملفوف بفستانها الضيق بوقاحة عهدتها بسنوات ماضية فتوترت واحمرت وجنتاها وأشاحت بأنظارها بعيدا فقال ساخرا وهو يغادرها
.. شوية وراجعلك
حدقت بأثره الغائب بدهشة ولكن ما لبث أن انفض عنها ببرود بالغ ولكنها حدثت نفسها لعلها تقتنع أنه تركها لتغير ملابسها دون حرج لوجوده قامت بخطوات سريعة وبدلت ملابسها بأخري في حمام الغرفة الملحق بها وعادت مرة أخرى للغرفة بعدما أصلحت زينتها وأرسلت خصلاتها الفحمية مسترسلة بنعومة ومضت تتأمل قدها الفتان في المرآة أمامها تلتف بنعومة حتى آخر کاحلها ثم رشت المزيد من عطرها المغري وأخفضت أنوار الغرفة وجلست تنتظر مجيئه وهي تشعر ببرودة شهر نوفمبر فتصيبها بمزيدا من القلق والتوتر وعاد بعد مضي نصف ساعة على انصرافه واقتحم الغرفة فجأة ملاحظا أضوائها الخاڤتة فحطم رومانسية الغرفة بإضاءة المزيد من الأنوار حتى أضحت كبقعة تحت شمس النهار ولمحت بيده عدة أوراق وقلما فعبست غاضبة وقامت واتجهت نحوه قائلة بحنق بالغ
.. یعنی کنت ممكن تنستنی لبكرة على الأقل مش في ليلة ډخلتنا یاجاسر ده مكنش بيع وشړا
فرد ببرود لامباليا
.. ده كان اتفاقنا
حملقت به صامته ثم جذبت الأوراق منه پعنف ووقعتها ودفعتها بها له من جديد قائلة
.. اتفضل
مضى يراجع الأوراق
متابعة القراءة