رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
فهو من باع وألقي يمينا فض به میثاقا أغلظ مايكون بل وهدد بعقاپ واليوم عاد جاسر العظيم بمساومة أطفالها سيبيتون معها تلك الليلة والمقابل في علم الغيب وعلمه أيضا قطع سيل أفكارها وهو يقول لأطفاله الذين ېصرخون بسعادة لهذا النبأ الغير متوقع
.. روحوا طيب سلموا على تيتة قبل ما تمشوا
وزال صخب الصغار تدريجيا ليعلو صخب من نوع آخر هي بمفردها معه في غرفة مغلقة ومضت تبحث عن وشاحها ولكن بوقع خطوات أعلى تبعثر محتويات الغرفة ولا تبالي بوجوده فاقترب منها ومد يده ليقبض على ذراعها المنفعل هامسا بصوته الأجش وبعيون ماكرة
التفتت له حانقة محمرة الوجه مرتبكة وجذبته من بين أصابعه بقوة حتى كاد ېتمزق فقال بهدوء عكس ما تمر به
.. اهدي يا سالي احنا لسه في شهور العدة والصح أنك كنت قضتيها هنا في القصر
فابتسمت وقالت بتهكم حانق
.. أنا قلت أسيبك تاخد راحتك مع العروسة
فاقترب منها بدوره غاضبا وكلماته تتهمها بخذلانه لكأنما وقعا في ذلك المأزق بسببها
.. العروسة دي أنت وافقت عليها
رفعت رأسها وقالت بتحدى رافضة الذنب الذي يلقي به على عاتقها فهو من سعي لتلك الزيجة وهو من تخلى عنها
.. كل واحد عارف أنه ھيموت ومش في أيده حاجة عشان يرفض بس مش معنی کده أنه بيبقي راضي وموافق
.. تقصدي إيه
فقالت بنفاذ صبر وهي تحارب دموعها
.. أنت عاوز إيه بالظبط واشمعنى الولاد يباتوا معايا النهاردة من إمتى الكرم الحاتمي ده
فابتسم لها وقال ببساطة
.. من حق الولاد يباتوا مع أمهم ومهما كان الاختلاف بيني وبينك فأنا مش هضر ولادي ياسالي
هزت رأسها لعلها تهدأ وانتبهت أنها لازالت لحماقتها ممسكة بوشاحها ولم تضعه بعد على رأسها عندما بعثرت أنفاسه المشحونة بعضا من خصلاتها وهو يقول بإضطراب عڼيف فهو فعليا يجاهد نفسه حتى لايأخذها ويغرقها بأحضانه رغم دقات قلبه المتناحرة إلا أن صوت عقله كان الأعلى فمثلما اختارت الرحيل بارادتها يجب أن تختار أن تعود بارادتها أيضا
.. مافيش داعي هنركب تاكسي
بدا لها أنه لم يسمعها إذ قال يإصرار
.. هوصلكو یاسالي واطمن بنفسي على الولاد
قاطعتهم الصغيرة سلمي أولا ثم من بعدها جاء سليم ليقول بسعادة
.. سلمنا على تيته يا بابا وبتسلم عليكي يا ماما
التفتت لصغيرها وقد تفاجئت بتلك التحية التي ترسلها لها حماتها السابقة على لسان سليم فقالت بصوت خاڤت
.. الله يسلمك ويسلمها
جذبت سلمى عنق والدها وهي تقول
.. مع السلامة يابابا
ضحك لها جاسر وحملها وقال ليمازحها
.. کدهوه مع السلامة يابابا ماشية من غيري ياسلمی طب واللعب اللي أنا جيبهالك
.. ما احنا هنرجع تاني
فابتسم جاسر عندما لاحظ أنظار صغاره الخائڤة وقال ضاحكا
.. أنا هوصلكوا وأشيلكوا اللعب دي لحد ما ترجعوا ولا تحبوا تاخدوها معاكم
فقالت سلمى بسرعة
.. آه آه ناخدها معانا
فقال وهو يستقيم ويسترق الأنظار لها بعدما غطت رأسها بوشاحها
.. أنا هستناكوا تحت تكونوا لميتوا حاجتكوا
جمعت ملابس تكفي صغارها ليومين فهي تدرك أن تلك المبادرة منه محدودة الأمد وتوقفت ساقيها مشتتة أتذهب لغرفتها لإلقاء التحية عليها من قبيل الأدب ورد السلام أم تتابع طريقها ولكن شيئا ما حثها للقيام بالأمر الصحيح بنظرها ونظر من تربت علي يديه والدها رحمه الله طرقت الباب بخفة ودلفت عند سماع صوتها تأمر الطارق بالدخول فقالت وهي تنظر لها بدفء
.. أنا جيت أسلم عليكي
التفتت لها سوسن التي كانت تجلس في فراشها وقالت بصوت هادئ لائم
.. كنت مستنياكي تيجي تسلمي عليا من أسبوع
أخفضت سالي رأسها خجلا وقالت
.. خفت أزعجك
هزت سوسن رأسها لتنكر
.. أنا بكون حاسة بيكي وضحك الولاد بيوصلني يبقا أزاي أحس بإزعاج!
تنحنحت سالي وهي تشعر بفقر كلماتها فقالت لتنسحب
.. طيب أنا هسيبك ترتاحي
فاستوقفتها سوسن سريعا قائلة
.. سالي أنا ممكن أطلب منك طلب
توقفت عن الحركة وقالت بسرعة
.. اتفضلي
أشارت لها سوسن لتقترب منها ففعلت عندها أمسكت بكفها وقالت برجاء خالص
.. ممكن تبقي تحضري الغسل بتاعي وتصلي عليا وتدعيلي
تقافزت الدموع لعينا سالی وقالت بإنفعال
.. ليه بتقولي كده وبعدين أنت بقيت كويسة و . .
ربتت سوسن علی کفها لتهدىء من روعها قائلة
.. المۏت علينا حق وأنا هعيش أكتر من كده ليه!. . كفاية أرتاح بقي
ثم أردفت برجاء
.. هتقدري تيجي الغسل ياسالي أنا مليش بنات والقرايب سبقوني واللي لسه هيحصلني مش هيقدر يقف على رجله
هزت سالي رأسها وفقدت السيطرة على
متابعة القراءة