رواية رنا الجزء الاخير

موقع أيام نيوز


حيلتي انا الحمدلله راضيه بقضائك بس قونى عشان اتحمل الضلمه اللى محاوطنى نور قلبى بأيمانك يارب مش عاوزة اكون تقيلة على حد يارب يسر حالى وحال اخواتى وحال جوزى واجعله زوج صالح ليا يارب لو ليه خير فيا قربهوله ولو شړ ابعدوا عنه يارب انت وحدك اللى عالم اللى فى قلبى من تعب وكسرة نفس ريح بالى وريح قلبى انا راضيه انى ابقى كفيفة بس تعبت والله تعبت الحمدلله 
انهت حديثها مع خالقها پبكاء ټنهار له القلوب كلامات بسيطه من شخص ضعيف يناجى ربه لكن معناها كبيره 
ليتأثر امير بدموعها وضعفها الواضح ليقترب منها ساحبا اياها بين ذراعيه يضمها بقوة

لټنفجر هى اكثر بالبكاء وهى تتمسك به من ملابسه تتحدث بكلمات متلعثمه قائلة پبكاء
والله يا امير مش قصدى حاجة انا راضيه بقضاء ربنا الحمدلله بس تعبت من ان كل حاجة عاوزة اللى يساعدنى فيها ... انا مش عاوزه اكون تقيلة على حد ولا حد يزهق منى هو ربنا عارف انى راضيه بقضاءه مش كدا يا امير 
ليشعر امير بقبضة تعتصر فؤاده وهو يراها بهذا الضعف ويسمع تلعثمها بالحديث وهى تشكو اليه ما تشعر به لأول مرة يشعر بهذا الالم بقلبه ولا يعلم كيف يهون عنها ليردف قائلا بحنان وهو يربت فوق ظهرها بحنان
اششش خلاص مفيش حاجة للعياط دا كله ربنا عارف انك مؤمنه وراضيه بقضائه وان شاء الله هيعوضك خير بس اصبري ان الله مع الصابرين بس بلاش عياط عياطك كدا بيوجع ف قلبى 
لتشهق هى بين ذراعيه قبل ان تبتعد عنه تمسح دموعها كالاطفال 
انا اسفه بس من ساعة ما صحيت وانا بحاول ابقى كويسه بس مش قادره 
ليسحبها امير مرة اخرى فى عناق 
خلاص طيب بلاش عياط ايه اللى حصل لكل دا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم طب انا قولت حاجة جرحتك او زعلتك منى 
لتنفى هى برأسها وهى تدفنها فى جوف عنقه تقول پبكاء 
امير مش عارفه ابطل عياط الحقنى 
ليشعر امير بالقلق تجاهها ليحملها بخفه يتجه بها نحو الحمام وهى تتشبث به بقوة ومازالت تبكى لينزلها برفق محيطا خصرها بيد واليد الاخرى يملأها بالماء من ثم يمررها على وجهها ليقوم عدة مرات بهذا العمل من ثم يخرج بها يجلسها فوق الفراش ليتجه بعدها نحو البارد الصغير الموجود بالجناح آتيا بزجاجة من الماء ليجعلها ترتشف منه ليسألها بعد ذلك 
هديتى 
لتتنهد هى بهدوء قائلة بخفوت وصوت مبحوح من اثر شهقات بكائها 
الحمدلله احسن 
ليجلس بجانبها ساحبا يدها البارده بين كفيه الدافئتين قائلا بنبرة حنونه
مالك يا سارة فى ايه لكل دا ايه اللى حصل 
لتتنهد هى قائلة بصدق ونفس نبرتها الضعيفه 
مش عارفه بس الاحساس بالعجز والضعف وحش اوى لما صحيت قبلك حسيت ان اول مرة اكون فى ضلمة كدا حسيت بضعف رهيب..... 
عندما بدأت بالبكاء مرة آخرى سحبها من يدها يحيطها بين ذراعيه قائلا بحنان
بس خلاص مفيش حاجة من اللى بتقوليها دى حقيقيه لا انت عاجزة ولا انت ضعيفه انت أقوى من كدا بكتير النور مش نور العين اللى بنشوفها النور هو نور القلب خلاص بقى مش عاوز اشوف دموعك تانى ولا هعيط معاكى ها 
انهى كلامه بمرح مفتعل حتى يهدأ من روعها واخيرا قد فخم ما تشعر به رغم عدم توضيحها فى الحديث ليتذكر سؤاله لها بالأمس عندما سألها عن كونها كفيفة وان تستيقظ قبله كل هذا فى وقت واحد ليبدأ قلبها وعقلها فى الوساوس فهى رغم إيمانها ورضاها
بقضاء الله الا ان النفس البشريه تغلبنا احيانا لا بل كثيرا بالتفكير والهواجس وهذا اكثر ما يؤلم الروح 
كشخص يمتلك شخصيتين احداهما عاطفيه الى حد البكاء واخرى عقلانيه لدرجه ان يسخر من حزنه كشخص يمتلك من الهدؤ ليتصف بالرزانه واخرى عصبيه لحد الجنون شخص ينسى حزنه ليبتسم فيذكر خيبته ويحزن يحاربني الف تناقض اعيشه في اليوم . 
________________ 
كل يوم أقتنع أكثر أن الصديق يأتي كهبة إلهية لم أبذل مجهودا عظيما لأحصل على قلب يحبني بهذا القدر .
________________ 
كانت تسير بثقة كعادتها رأسها المرفوع وابتسامتها الرقيقه تزين ثغرها الان قد انهت محاضرتها الأولى لليوم ستنتظر المحاضرة الثانية بالكافيه الموجود بالجامعه مع صديقاتها فتون لتجلس بجانبها تنفخ الهواء بضجر وتتحدث قائلة بسخط وضيق
انا كان مالى ومال الطب انا كان اخرى رياض اطفال واروح العب هشج بشج مع العيال فتووون انا مش بكلمك 
لتنتبه فتون اليها بعد ان كانت مندمجه بقراءة احدى الملازم 
فى ايه يا ملك هو انت بعد كل محاضرة لازم الاسطوانه الحمضانه دى مفيش جديد ما انت عارفه ان الطب مرمطه جاية دلوقتى تتفاجأى بيه 
لتردف ملك قائلة پبكاء مصطنع 
ما تيجى تضربيني احسن يا فتون بدل ما تواسينى فى زنقة اللى انا فيها دى الله يسامحك 
لم تستمع فتون الى حديث الاخرى فقد لفت انتباها ذلك الفتى الاسمر الذى سحرها منذ ان رأته اول مرة لتتابع خطواته بعينيها تراه وهو يتجه
 

تم نسخ الرابط