رواية يسرا الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


ولسه عندك طاقة وعزيمة أنت لازم تهني روحك وتكافئيها 
ضحكت سالي قائلة
.. والله أنت رايق يا دكتور 
ابتسم لها
.. وأنت لما تشيلي الهم حاجة هتتحل 
هزت رأسها مقرة نعم فلن يجدي هذا نفعا مع ما تواجهه بل عليها التمتع بطاقة إيجابية كي تقف وتطالب بحقها وحق أطفالها في حياة مستقرة فهز کریم رأسه وشرع في تقاسم قطعة الحلوى وقال بفم ممتلىء متفکها
.. شوفتي معايا حق إزای 
دفعت سالي بطبق الحلوى وقالت وهي تبتسم له بخجل
.. أنا هشرب العصير بس ومتشكرة على اللفتة الطيبة دي منك 
لمعت عينا کریم وترك الحلوى وقال فجأة

.. أول مرة أخد بالي أن عندك غمازة في خدك اليمين بس 
وضعت يدها لا تلقائيا على خدها الأيمن وقالت هامسة بحرج
.. هيا أصلا مش ملحوظة 
كانت سالي مدركة أنها تظهر في أوقات وفترات متباعدة وقليل من يلحظها وبعمر زيجتها الكامل لم يلحظها جاسر ولا مرة فهز رأسه رافضا
.. بس دي حاجة مميزة فيكي 
وكان رنين الهاتف من أنقذها من طوفان دماء الخجل التي تواردت بغير حساب لوجنتيها وبخاصة اليمني فرفع کریم يده لیستأذن بالخروج تاركا لها حرية التحدث حاملا معه مشروبه فقط تناولت سالي الهاتف وعبست فالرقم أمامها غير مسجل وردت وهي تخشى سماع أنباء سيئة عن أطفالها حتى أتاها صوت رجولي معرفا بنفسه
.. آلو مدام سالي أنا مجدي المحامي مش عارف إذا كنت تفتكريني ولا لاء أنا محامي عائلة سليم يا فندم 
تنفست سالي الصعداء وردت
.. آه افتكرت حضرتك أهلا وسهلا خیر 
رد الرجل بلطف
.. كل خیر يا تری حضرتك تقدري تجيلي المكتب النهاردة لو مش في استطاعتك مليني عنوان منزلك وأنا أجيلك في الوقت المناسب 
تقافزت دقات قلبها پخوف ممزوج بالأمل
.. حضرتك عاوزني بخصوص إيه 
تنحنح الرجل بحرج
.. للأسف مش هينفع نتناقش في التليفون فقالت سالي على عجالة
.. أوكية أنا ححود على حضرتك في المكتب الساعة 3 مناسب 
رد الرجل بالإيجاب وأنهت سالي المحادثة وداخلها يحدوها بالأمل أن يكون جاسر قد تراجع عن قراره بالإحتفاظ بالصغار بعد رحيل الجدة  
منذ يومان والصداع يكاد يفتك برأسه ولايجد سببا له ولا علاج قد يداويه فقرر المرور عليها بالمشفى فهو لم يتحدث معها منذ فترة على إية حال ولم تعاود هي الإتصال به وهو لا يدري أتلك حجته في الوصول إليها تلك المرة بعد إنقطاع ولماذا هو راغب في إعادة الوصل بالأساس ولكنه لم يغرق نفسه بالتفكيير فهو يعاني من الصداع وتلك كانت بالفعل حجته كانت غاضبة ومع ذلك تعاملت معه ببرود منقطع النظير وهي ترفض الكشف عليه قائلة
.. حضرتك محتاج لإختصاص باطنة أو مخ وأعصاب ده مش من إختصاصي 
زم شفتيه مستاءا
.. حضرتك
رفعت أنظارها له وقالت بصوت محتد
.. أومال عاوز أقولك إيه 
قاطعها أو بالأحرى حاول مقاطعتها
.. ريم أنا .
.. أنا معنديش وقت أضيعه وبصراحة زهقت من لعبة الشد والجذب دي أنا فيه في حياتي أكتر من معضلة أولی بیا أتعامل معاها 
وعادت مرة أخرى لمطالعة المجلة العلمية القابعة بين يدها وأنظارها لا تلتقط أبعد من ألوان صفحاتها فهمس وهو يهم بالقيام منصرفا
.. على فكرة والدتي اټوفت من 3 أيام عشان كده متصلتش بيك من يومها 
فرفعت رأسها فجأة وقامت وهي تقترب منه معتذرة برجاء
.. أسامة بجد أنا آسفه مقولتليش ليه قبل كده 
رفع عيناه مؤنبا وقال بصدق أحاسيس لم يجرؤ على البوح بها من قبل
.. مكنتش قادر اتكلم مكنتش قادر حتى أنطقها اتعاملت مع ۏفاتها زي أي راجل ما بيتعامل ما بين إجراءات وورق ووصية مش أكتر أنا لسه لحد دلوقت مش مستوعب فراقها .
وكأنما تحول الرجل الفارع الطول ذو الهيبة والمقدرة لطفل وحيد يتيم الأم دون سابق إنذار وبعاطفة لم تدر منبعها اقتربت منه وتلقفت رأسه بأحضانها صامتة وأناملها تدور بحركات ضاغطه على جوانب صدغيه حتی همست
.. کده أحسن 
رفع حاجبيه وتنهد براحة لم يشعر بمثلها من قبل
.. أحسن كتير الصداع راح 
ابتعد عنها للوراء قليلا حتى تاه في عيناها المتناقضتان فابتسمت له ببساطة وقالت بحزن وكأنما تتحدث عن نفسها هي الأخرى
.. أنت بتداري جواك كتير وده بيضغط عليك وأنت مش حاسس مأجل لحظة المواجهة مع كل حاجة والمشكلة أنك ساعة لما تيجي تواجه هيحصل ڠصب عنك وهتلاقي اللي بتواجهه أكتر بكتير من الحجم اللي أنت فاكره 
فعبس معترضا
.. قصدك إني بهرب لكن أنا بحاول 
وضعت يدها على فمه فجأة وأردفت
.. الهروب راحة بس هتدفع تمنها بعدين صدقني أنا فاهمة أنا بتكلم علي إيه وأنت كمان فاهم 
عقد حاجبيه وهرب بأعينه بعيدا عن عنها فعيناها كأنما تنومه مغناطيسيا إن صح التعبير باستطاعتها سبر أغواره والتحكم بأفكاره والنبش بين ثنايا ماضيه المؤلم هزت رأسها وابتعدت عنه هي الأخرى عائدة لمكتبها وقالت بأمر صریح
.. واجه يا أسامة واختار الهروب
 

تم نسخ الرابط