رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
لغرفة أطفالها الساكنين واحتمت بأحضانهم حتى قالت سلمى بعيون واسعة ملئت رجاءا
.. هتباتي معانا يا ماما أنا خاېفة متسيبناش لوحدنا
فهزت سالي رأسها نافية وقالت بعزم لن يردعه أحد على ظهر الخليقة
.. هتيجوا تباتوا معايا عند تیته مجيدة
فأشرقت وجوه أطفالها وقالت لهم بعد برهة وهي تحمل بعضا من متاعهم
.. يالا بينا
وفي طريقهم نحو الخارج قابلت أسامة الذي استوقفها قائلا
.. سالي أنا مش عارف أشكرك إزاي على وقفتك دی
هزت سالي رأسها لتنكر فضلا لم يكن إلا واجبا بالأساس
.. إحنا أهل يا أسامة وهيا كانت زي أمي بالظبط الله يرحمها
.. سالي أنا ليا عندك رجاء
ونظر للصغار المتشبثين بكفوف أمهم فقال مشيرا لأحدى الأركان المنزوية
.. سلیم خد أختك وروح أقعد هناك
أطاع سلیم رغبة عمه والټفت أسامة مرة أخرى بعد أن ابتعدا الصغار وقال وهو يضع كفه على صدره راجيا
.. خليها عليا المرادي هوا محتاجك بس بيقاوح عشان خاطر الولاد يا سالي
نظرت له سالي وقالت وهي تقر الحقائق أمامه
.. أنا كنت عارفة أنك هتقول كده بس أنا هقولك على اللي أنا محتجاه ويا ريت تقدره أنا اللي محتاجه أبعد عن أخوك ومراته خصوصا بعد ما بقت حامل واللي محتجاه أكتر منك أنك تخليه يسيب الولاد معايا على الأقل لحد الفترة دي ما تعدي
.. حامل ! أنت متأكدة يا سالي
أخفضت ناظريها وهي توما برأسها بالإيجاب وقالت ساخرة
.. هيا كانت أكتر من حريصة عشان توصلي الخبر وأكيد حقيقي وعموما خلاص دي صفحة وانطوت
والټفت لأطفالها المنتظرين لإشارة منها وهمست بأعين أغروقت بالدموع
.. وكفاية ۏجع لحد كدة أنا معملتش اللي أستاهل عليه كل ده
زم أسامة شفتيه وهز رأسه وهو يقول مؤكدا بحق
.. أنت تستاهلي كل خير يا سالي أنا هخلي السواق يوصلكوا مينفعش تمشي بيهم والدنيا ليل كده لوحدكوا
فهزت سالي رأسها ورافقها أسامة نحو الخارج حتى تقابلا بوجه آخر لم يتوقعا رؤيته واقتربت صاحبته من أسامة قائلة
تناقلت عيناه من محيا اشري الصادق لمحيا سالي العذب فيبدو أنه مقدرا على رجال تلك العائلة بفقدان النسوة الرائعات اللاتي مروا بحياتهم وقال بحزن
.. البقاء لله وحده یا آشري اتفضلي
فالتفتت آشرى لسالي وللأطفال وقالت راجية
.. سالي استني متمشيش أنا كنت عوزاكي مش هأخرك
فهزت سالي برأسها وقالت
.. طب هستناك في العربية
مضت سالي في طريقها والتفتت آشري نحو أسامة قائلا
.. متأخذنيش يا أسامة أنا معرفش حد من الليدز اللي جوه وبابي دخل صوان الرجالة بس كنت عاوزة أعزي جاسر وزیاد
.. هوا جاسر في الصوان جوه هروح أندهه دلوقت لكن زیاد هتلاقيه في أوضة المكتب
ضوءا طفيفا ينبعث من جانب الحجرة المظلمة والسكون يغلف أركانها فتوقفت برهبة أن تقطع خشوع صوته أثناء تلاوته للقرآن الكريم ومع ذلك شعر بوجودها فالټفت لها رأته بعد غياب أشهر ويبدو كمن كبر عشرون عاما فتقدمت هامسة
.. البقاء لله یا زیاد
انتصب قائما وتقدم منها بخطوات واثقة وتلقى كفها برحابة صدر قائلا
.. متشكر إنك جيت يا آشري
فقالت آشري مستنكرة
.. ده واجب عليا يا زياد هز زیاد رأسه پألم وقال مؤكدا
.. طول عمرك صاحبة واجب
وساد الصمت بينهما وخفقت صدورهم بالكلمات المحتبسة لا صرح هو عن ندم يغتال لياليه ولا صرحت هي عن شوق تأن به أضلعها فقالت في محاولة لجذب أطراف الحوار
.. اختفيت
هز رأسه بإيجاب وقال مصرحا بذنبه الذي أدمى قلبه
.. استقريت في القاهرة فتحت مشروع کده صغير كافية مع واحد صاحبي معرفة وكنت مشغول شوية الفترة اللي فاتت أول ماعرفت الخبر جیت بس كعادتي متأخر
فقالت آشري وهي تشد من أزره
.. بس المهم أنك جيت في الآخر
هز زیاد رأسه بإيجاب
.. لحقت الډفنة بس كان نفسي .
وصمت واختنقت أنفاسه فهزت آشري رأسها باكية هي الأخرى وجذبته لأحضانها فهو سيظل طفلها الوحيد
.. کله مكتوب ومقدر یا زیاد
ضحك زیاد من بين دموعه المنهمرة وخفقات صدرة العشوائية الإيقاع رغما عنه وقال وهو يبتعد عنها
.. اسمها مقدر ومكتوب أنا هفضل أعلم فيكي لحد أمتي!
رفعت آشري كفها بلا مبالاة ساخرة
.. مهما تعمل وبعدين ما أنت خلاص سيبتني
أصابته كلماتها بحړقة بالغة لتزيد أحزانه للضعفين ثم قال مقرا
.. أنت تستاهلي الأحسن مني
حدقت فيه بقوة من بين دموعها وعيناها تصرخ أنها لا تريد سواه ولكنها بعزة نفس رفعت رأسها بكبرياء وقالت
.. أشوف وشك على خير يا زياد
خرجت آشري مسرعة لتستوقف مرة أخرى أمام الرجلين فحيت جاسر قائلة
.. البقاء لله يا جاسر شد حيلك
رد جاسر بصوت هادىء متماسك عكس حالة أخويه المتصدعة بحزن دامي
..
متابعة القراءة