رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
صافية وهي تعترف بالمقابل
.. أنا كمان ساعات كنت بتعمد أدايقك يمكن تحس باللي فيا وأرجع ألوم نفسي بس كنت بكابر
هز رأسه وقال متنهدا
.. الحال من بعضه ساعات كتير بكون عارف إني غلطان وكنت بقاوح
هزت آشري رأسها وقالت بضيق
.. طب والعمل هنرجع ندایق بعض تاني
هز رأسه نافيا وقال
.. وليه نمشي في سكة واحنا عارفين نهايتها ده حتى يبقى اسمه غباء
تمتمت پخوف
.. وايه اللي يضمن
هز رأسه قائلا
.. أن المرادي عاوز ننجح ونجاح أي اتنين هيكون بسببهم هما الأتنين
قضبت جبينها وقالت بإنجليزية صحيحة
.. مش فاهمة
.. كنت متوقع بصي ياستي أنا الراجل وأنت الست
حدقت فيه بترقب واجم فأردف
.. یعني أنا أشيل مسئولية حياتنا وبيتنا وأنت تحتويني وسوا نتشارك قرارتنا محدش يمشي في طريق ويقول للتاني هوا كده أخبط راسك في الحيط
ابتسمت آشري بسعادة
.. بجد یازیاد هتعمل كده فعلا
هز رأسه بجدية تلك المرة وقال
.. لأني عاوز ننجح يا آشري ولأني مش قادر فعلا أعيش منغيرك وأنا على فكرة بدأت علاج
أمسكت آشري بكفه قائلة
.. وأنا هفضل جمبك فهز رأسه رافضا
.. الموضوع ده بالذات لازم أكون فيه لوحدي أنا كمان يومين مسافر فرنسا الدكتور قالي أنه في عملية تنفع لحالتي
.. هتسافر لوحدك!
رد قائلا
.. مش كده وبس مافيش حد غيرك يعرف بموضوع العملية ده كمان أنا مقولتش حاجة لأخواتي
ردت بحزن مضاعف
.. زياد أنا لازم أكون جمبك
حدق بها لوهلة وقال مټألما
.. كفاية إني شايل ذنبك وحاسس أني لسه أناني زي ما أنا مصبرتش لحد ما أعمل العملية وأشوف نتيجتها بس عندي أمل أنها تنجح
ردت بعزم
.. أيا كانت النتيجة مش هتأثر علي قراري يازياد المهم عندي أنا وأنت والعلاقة مابينا ناس كتير عندهم أطفال وكل واحد فيهم في واد هنروح بعيد ليه أخوك مخلف من اتنين والتالت .
نکس زیاد رأسه بخزي وقال
ردت آشري هازئة
.. سالي مش غلبانة وبعدين أخوك هوا اللي اختار وإن كان عليا أنا نسيت الموضوع ده خلاص مش عاوزة نتكلم فيه تاني
نظر لها بتقدير بالغ ورفع كفها لشفتيه وطبع عليه قبلة دافئة قائلا بغزل عابث
.. تحت أمرك ياجامد
استهلت من جديد قولها وهي تسحب كفها من بين قبضته پغضب کاذب
.. یعني إيه بقا بعير
قال بتهكم شدید
.. كائن ميفرقش عني أنا وجاسر کتیر
اختتموا جميعا قراءة سورة الفاتحة بقولهم أأ آمین فيما تعلقت أنظار کریم کالمسحور بوجه سالي ومعتصم يرمقه بنظرات ضيقة حتى قال والد کریم الحاج مصطفى
ربت کریم علی کف والده بإمتنان وسعادة قائلا
.. ويباركلنا في عمرك ياحاج
ابتسم والده وأخرج من سترته علبة مخملية صغيرة ومد يده نحو سالي التي كانت تراقب الموقف بصمت مهيب وهو يقول
.. اتفضلي يا بنتي دي حاجة بسيطة
تناولت منه سالي العلبة بتوجس وقالت بخجل مضاعف
.. مکنش ليه لزوم حضرتك تكلف روحك
قال الأب بسعادة مفرطة
.. لا ده ندر على الحاجة أم كريم الله يرحمها ووصتني هيا عليه كانت نادرة تلبسها لعروسته بإيديها اعذريني بقا راجل عجوز ومكحكح مش هعرف ألبسهالك بإيدي
قال كريم ضاحكا
.. طب مش كنت تقولي أنا أعرف ألبسهالها ضحك الجميع وتوردت وجنتا سالي بحمرة الخجل وفتحت العلبة لتطالع سلسالا ذهبيا رفيعا وتتدلى منه حلية خطت بخط عثماني ماشاء الله محلاة بفصوص رقيقة ورغم بساطة الهدية بالمقارنة بالمجوهرات الباهظة التي كان يهديها لها جاسر في الماضي إلا أنها لمست داخل قلبها وترا حساسا جعلت ضميرها يأن ۏجعا إذ أنها في أعمق لحظاتها مع کریم تفکر بسواه وتعقد لا إراديا مقارنة بين ماحمله لها والده البسيط وما كان يحمله لها جاسر في الماضي زجرت نفسها إذ أنها لم تكن طامعة يوما بمال ونفوذ ويكفيها المشاعر الصادقة التي تحملها تلك الهدية فوضعتها بسعادة وقالت
.. أنا متشكرة لحضرتك أوي
وعلى الرغم من مراسم الاحتفال والسعادة المرتسمة على ملامح علی کریم ووالده بوضوح إلا أن مجيدة بدأت تستشعر أن ظلال الذنب تقتات على راحة قلبها خاصة وهي تراقب تشتت وضياع ابنتها وقلبها يحدثها أنها في تلك اللحظة بالتحديد لا تفكر إلا بسواه فقالت
.. مبروك يا كريم يابني مبروك ياسالي والله ياحاج مصطفی إحنا اتشرفنا بكم أووى وكفاية كرم أخلاقكم
ضحك الحاج مصطفى قائلا
.. أنا الفرحة مش سيعاني أول ماكريم قالي يا بابا أنا نويت أخطب وأنا جريت أحضر البدلة وأرتب أموري وقولتله على بركة الله دي أكيد بنت حلال مصفي اللي عرفت تقنعك بعش الزوجية المحترم
ضحك معتصم ساخرا
.. یعني حضرتك یادکتور کنت مضرب عن الجواز
الټفت
متابعة القراءة