رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
كنت بحلم بيك بطفل منك بحياة بينا ولقيتني على أرفع هامش عندك كل ما أقرب کنت بتبعد وأضحك على نفسي وأقول بكرة يمكن وبكرة عمره ما هيجي
بتر حديثها ودون شفقة
.. جوازنا كان صفقة بشروطك يا داليا لو كنت شرطتي الحب كنت رفضتها
ودمعة ثالثة ورابعة وحتى العاشرة تابعت السقوط ومابعد العاشرة توالی دون صمود وهي تهمس به
.. طلقني
عقد حاجبيه واهتزت نبرته
.. فکري کویس یا داليا غيرك طلبتها ومتنتهاش
وبنفس الأعين المغرقة بدموعها رفعتها له قائلة
.. الصفقة خسرانة يا جاسر
أخذ نفسا عميقا وقال بصوت جامد وقلب متحجر
قهوة الصباح التي أصبحت تحرص على تناولها مؤخرا في مكان أبيها الراحل المفضل كانت علامة بينة على أن ابنتها تمر بمنعطف جديد بحياتها ورغم تاكل مفاصل ركبتيها إلا أنها حملت كوب الشاي خاصتها وصعدت للأعلى لتنضم لإبنتها السارحة بملكوت الله انتبهت لطرقات عصا والدتها فرفعت رأسها دهشة وقالت
.. خير يا ماما فيه حاجة
ابتسمت لها أمها بمكر وقالت وهي تتجه لتجلس جوراها
.. أنا برضه
عقدت سالي حاجبيها وقالت
.. قصدك إيه يا ماما
حدقت بها أمها بنظرات فولاذية وبنبرة أشد صلابة قالت
تنهدت سالي بتوتر وقالت
.. عادي يا ماما واخدة أجازة وبعدين هوا لازم أروح النادي كل يوم الولاد كمان بيزهقوا
ظلت مجيدة تنظر لإبنتها صامتة حتى قالت
.. مخبية عني إيه يا بنت محسن
ابتسمت سالي وترقرقت دمعة بعينها لذكرى والدها الحبيب وقالت بصراحة مطلقة
.. بصراحة أنا هربانة
رفعت مجيدة حاجبيها بتعجب وقالت بشيء من الحسړة
.. رجعت تهربي تاني عملك إيه المرادي!
وكأن ماينقصها أن ټقتحم ذكراه حديثهما فقالت بضيق
أمسكت مجيدة بكف صغيرتها وقالت برجاء
.. إحكيلي وريحيني
ردت سالي بسرعة لكأنما تتخلص من عبأ أثقل كاهليها
.. کریم اتقدملي
ارتسمت إمارات الفرح مخلوطة بحيرة على ملامح مجيدة التي قالت
.. وأنتي هربانة ليه الإجابة با آه یا لاء
ردت سالي بحزن
.. ما أنا مش عارفة أجيبهالو إزاي
هزت مجيدة رأسها وقالت
.. طب وقررتي ترفضي على أنهي أساس ايه اللي خلي تفكيرك يقولك لاء
اعترضت سالي بسرعة
.. ياماما أنا مفكرتش أفكر في إيه بس والولاد و . . .
وضعت مجيده الكوب بحدة وقالت حانقة
.. جاسر ! عاوزة ترجعيله عشان ولادك يبقى تتصلي بيه وتتفاهموا إنما تقعدي حاطه إيدك على خدك تستني ياخد خطوة يبقى بتحلمي يا سالي
.. ومين قالك إني عاوزة أرجعله ولا أني هقبل أني أنا اللي أطلبها وليه بحلم ليه على طول معاه أنا اللي بتذل
وتقبلت أمها ثورتها الغاضبة بصدر رحب وقالت بهدوء
.. يبقى بترفضي الجدع ليه
تاهت سالي مجددا في بحور حيرتها حتى قالت
.. أنا مش جاهزة إني اربط نفسي من تاني ولا أخوض تجربة من جديد
أمسكت مجيدة بكف ابنتها وقالت
.. فاكرة أما أبوكي الله يرحمه اشتری عجله حمرا ليكي وزرقا لسيرين سيرين بسرعة اتعلمت وركبتها وأنت كل اليوم الصبح کنت تطلعى هنا تاخدي العجلة في أيدك وتلفي بيها من غير ما تركبيها لحد ما العجلة صدت والبارومة أكلتها وزعلتي سيرين وأختك إديتك بتاعتها وساعتها ركبتيها
نظرت لها سالي وهي لا تدرك المغزى من وراء تلك الحكاية التي تعود لأوائل عهد طفولتها فتابعت والدتها بلطف
.. متضيعيش الفرصة من إيدك يا سالي جربي يمكن تكوني جاهزة وخۏفك بس اللي مانعك فهمست سالي بها
یعني أنت موافقة يا ماما
تنهدت مجيدة وقالت بحكمة بالغة
.. خلينا واقعيين ياسالي جاسر واتجوز ومراته حامل وأنت عشان تتطلقي سيبتيله بنتك في الأول مكنتش موافقة بس بعد كل اللي حصل أنت اتصرفتي صح وعشان مصلحة الولاد ميبعدوش عن بعض وأنا وهيجيلي يوم وأفارق الحياة وعاوزة اتطمن عليك بدال متعيشي لوحدك
تنهدت سالي بحزن
.. بعد الشړ عليك بس الولاد . .
قاطعتها مجيدة
.. بنتك ياسالي سليم ابن جاسر وبكرة الاتنين يكبروا ويفهموا ومن مصلحتهم يعيشوا الاتنين سوا في عز أبوهم ومهما جاسر يعمل ساعة ما هيكبروا هيختاروا الجمب الحنين عليهم مش مرات أبوهم
رت دموع سالي رغما عنها فربتت مجيدة على كفها بحنا ودفنتها في أحضانها
.. الحياة مش سهلة يابنتي متوجيهاش لوحدك إنت محتاجة السند خدي فرصتك ياسالي متفرطيش فيها
وكأن ما ينقصه تلك الأحرف نظر لها متوعدا وقال
.. أقدر أفهم بتقدمي إستقالتك ليه دلوقتي عملتلك إيه أنت كمان
ابتسمت درية بمرارة وقالت هازئة
.. من ناحية عمايلك فعمايلك يامه لكن المرادي مش أنت السبب
نهرها بإصبعه مهددا
.. درية
جلست وهي تقول بسخرية تشربتها منه بحكم العشرة
.. أصلي هتجوز عقبال عندك ولو أنها تبقى رابع
متابعة القراءة