رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
بتكبره المتعمد
.. وده يفرق في إيه
قام زیاد وقال
.. ماهو مافيش أهم من لمتنا یا جاسر يبقى من باب أولى لمتك أنت ومراتك وولادك
تدخل أسامة ليلطف قليلا من الأجواء المشحونة بينهما وقال
.. جاسر أنا ممكن أكلمها وسالي طيبة وبتحبك
قاطعه زیاد باعتراض قوي
.. لاء طبعا لا أنا ولا أنت هنتدخل هوا اللي لازم ينزل شوية من عليائه ويترجاها ترجعله هوا غلط فيها ولازم يصالحها ويحسسها بأهميتها عنده ولا سالي مش مهمة ياجاسر
الټفت لجاسر الذي احمرت نواجذه غيظا إذ لم يعتاد أن يتقلد موقع الصغير الذي يتلقى الأوامر من أحد وتابع زیاد بنفس الإصرار
اقترب زیاد منه هامسا
.. على الأقل عشان مصلحة الولاد
هز أسامة رأسه موافقا وقال وهو يسحب زیاد نحو الخارج بواقعية الأمه مؤخرا
.. كفاية كبر وتضيع وقت أكتر من كده یاجاسر بدال ما تصحى في يوم تلاقيها خلاص راحت لغيرك
والألم الذي تجسد بناظريه تعاظم حتى شعر بأنفاسه تختنق وحال دون أن يودع أخويه وداعا لائقا فجلس في مكانه ولم يبرحه حتى بعد مرور ساعات على إنصرافهما وعاد مجددا لدوامة أفكاره فهو كان يظن أنها رفضت الاستمرار ورحلت ثأرا لكرامتها وعلى عكس کلام أخيه الذي يتهمه بالغرور وعدم استشعار قیمتها بحياته فهو ظل ينتظر هدوء تلك المشاعر السلبية من جهتها التي عصفت بحياتهما وتعود مرة أخرى لأحضانه وأحضان صغارهما كما اعتاد دوما منها ولكن أن يقتحم آخر رقعتهما الخاصة ويزيحه تماما وتفضل هي الاستمرار بحياتها معه هذا لم يكن بالحسبان أمازال ثأرها لكرامتها يتعاظم أم هي بالفعل نبذته وخانت عهدهما
خرج في الصباح في ميعاده ليس لأنه متشوقا للعودة للعمل ولكنه كان متأكدا بأن نعمات ستقوم بواجبها على أكمل وجه وماهي إلا ساعتان من الزمن حتى رن هاتفه وكان المتصل حارس القصر الذي أخبره بتواجد الهانم في تلك اللحظات برفقة الصغار فترك الحديثة بالعمل تعيث فسادا في ملفات درية المنظمة بدقة ولم يهتم وعاد لقصره وهو يحمل خطته المتقنة كانت سالي في تلك اللحظات تجلس بانتظار العفو نعم هي مذنبة خطبت لآخر وستتزوج في غضون أشهر قليلة وماهي أيام بعد إعلانها لذلك الخبر المشؤوم حتى غابت عن صغارها وتركتهم قالت بأنفاس متهدجة وهي تنظر بتضرع لصغيرها سليم الذي کتف ذراعيه بحزم كأبيه تماما
فرد سليم دون أن يمنحها حتى نظرة
.. وإيه الفرق ما أنت بقالك كتير مبتجيش وسيبتينا لوحدنا
حاولت سالي التملص من ذنبها الذي لا يغتفر قائلة
.. ما أنا سيباكم مع بابا
الټفت لها سليم
.. وأنا هفضل قاعد هنا مستني بابا ولو سلمى عاوزة تخرج معاكي براحتها
اقتربت منه سالي وهي تربت على ذراعه
.. طب أنا اللي عاوزة أخرج معاك النهاردة
هز سلیم رأسه بألمه الذي لا يطيقه صدره الصغير
.. عشان بكرة ولابعده تسيبني وتخرجي لوحدك ولا مع عمو کریم وأفضل أنا مستنيكي لحد ما تيجي
.. أنا لا عمو کریم ولا غيره يقدروا يبعدوني عنكم فاهمين
قاطع هو تلك اللحظات اتضمفعمة بالألم وهو يشعر بأنه يتحمل ذنب صغيريه بالكامل وليس سالي وحدها فقال
.. إيه رأيكم لو نخرج كلنا سوا
ترك الصغار حضنها الدافيء والټفتا إلى أبيهما الذي ركع واستقبلهما بقبلات مفعمة بالحب ودفعهما نحو الأعلى مع أمر بالإسراع في تبديل ملابسهما وإلا تراجع عن قراره وما أن اختفا الصغيران حتى اتجه نحوها وهي الواقفة صامته وداخلها يعج بالأفكار السيئة نحو نيته المبيته وقليلا من الڠضب إذ أن ذلك هو أسلوبه للتعامل معها ولن يغيره فقال بلطف
.. الولاد محتاجين مننا أننا نتفاهم ياسالي ده حقهم علينا
التفتت له بهجوم شرس
.. وأنا حاولت أتفاهم كتير معاك قبل كده یا جاسر أنت اللي.
قاطعها مهدئا بإبتسامة رقيقة أذابت أوصالها
.. اهدي بس مالهاش لازمة العصبية دي كلها
اختلجت دقات قلبها وتوترت شفتيها وهي تقول بعند
.. أنا هادية
هز جاسر رأسه وقال
.. كويس جدا خلينا نتفق الولاد هيباتوا معاكي سبت وحد واتنين والتلات بعد الغدا هعدي
متابعة القراءة