رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
ركن لآخر مستنشقة عبق الورود اليافع تنتقي زهورا لصديقتها التي وضعت مولودها الأول بالأمس القريب وكان هو يقف يراقبها دون أن تشعر حتى قادتها خطواتها دون أن تشعر لصدام هو من خطط له فرفعت رأسها وجلة فابتسم لها وقال فجأة
.. آسف آشري إيه المفاجأة اللطيفة دي !
تمتمت بإعتذار هي الأخرى وهي تعود للخلف خطوتان وعند الثالثة اقترب منها ليصبح الفارق فقط خطوة
.. عاصم بيه سوری مخدتش بالي
عبس ممازحا
.. عاصم بيه إحنا لسه محتفظين بالألقاب بينا ولا إيه
هزت رأسها بحرج وأردف بلطف
.. يا ترى بتشتري ورد لمين
.. واحدة صاحبتي ولدت إمبارح وكنت ناوية أزورها
رفع حاجبيه متصنعا الدهشة قائلا
.. متقوليش رايحة لعيلة المسلماني أنا كمان كنت رايح وكنت جاي اشتری ورد
تعجبت آشري للغاية إذ إنها لم تدري بوجود علاقة تجمعهم بالأساس
.. معقول
برر عاصم وهو ينتقي الزهور مثلها بزهو
.. دخلت شريك مؤخرا مع أحمد في مشروع ضخم أوي مسمعتيش خبر الصفقة دي ولا إيه ده كل مصر بتتكلم عنها
هل يظن أنها تتبع أخباره! ياللعجب فقالت نافية وهي تتعجل الرجيل
.. لاء سوري أول مرة اعرف عموما فرصة سعيدة أني شوفتك
استوقفها عاصم قائلا
هزت آشري رأسها وهي تتعجل الهرب
.. أنا كنت هبعتهم ديلفيري عشان عندي مشوار مهم وأعدي عليها بعدين
كان عاصم متفهما لحاجتها للابتعاد عنه كلما اقترب ولكنه في تلك المرة استوقفها قائلا بصوت خاڤت
.. زياد نقل وكمل حياته بعيد عنك أظن أنه آن الأوان تكملي حياتك يا آشري
عقدت حاجبيها غاضبة وقالت بصوت محتد وأصابعها تقسو على الزهور المسكينة بحوزتها
.. أظن أنه نوت يور بیزنس ومش من حقك ولا أي حد يتدخل ويقولي إيه المفروض أعمله
رد مدافعا
.. أنا مش قصدي أتطفل عليكي لكن صعب ليدي جميلة زيك تضيع عمرها في إنتظار شيء مستحيل
.. إنت إنسان وقح
انصرفت غاضبة من متجر الزهور والدموع تكاد تعمي بصيرتها أهكذا يراها الجميع متعلقة بدرب مستحيل تضيع لحظات عمرها الثمينة في إنتظار من سيعود وهو ليس بعائد تركها خلفه وشرع في المضي بحياته غير عابئ مضي نحو المستقبل وهي خلفه متعلقة بحبال ماض مهترئ حتى توقفت عن السير لوجهتها الغامضة حتى لها والتفتت حولها تبحث عن سيارتها بذهن شارد تمسح فيض دموعها وداخلها يتوعد الهارب أبدا لن أسامحك يزداد شعوره بالخواء الذي أصبح يعشش داخله كلما عاد ليلا للقصر الخاوي دونهم أمه وأطفاله ومن كانت يوما زوجته حياة اختفت وأخرى تبدلت وماعاد يدرك أبسط ملامحها ولكم يرغب بالعودة وبشدة للماض بحادفيره بكل مافيه بكل الآمه وآماله طالعته أنظارها الساخطة واستقبلته بجفاء واضح قائلة
تجاوزها حتى وصل للغرفة وډخلها وهو غير عابیء بخطواتها المتقافزة خلفه وشرع بخلع سترته ببرود دون أن يمنحها ردا ولا حتى نظرة فقالت بإلحاح
.. جاسر أنا بكلمك
رفع أنظاره الساخطة نحوها قائلا
.. عاوزة إيه يا داليا أنا راجع تعبان ومش رايقلك
اقتربت منه وهي ترسم إمارات الحزن ببراعة على ملامح وجهها
.. أنت هتفضل زعلان مني لحد إمتى!
رفع حاجبيه ساخرا ولم يكلف نفسه عناء كتم ضحكة مريرة
.. مش بقولك أنك بتدي نفسك حجم أكبر منك وأنت مش مصدقة
هزت رأسها ودمعة فرت من عيناها دون قصد منها
.. عاوز تقول أني ولا حاجة بالنسبالك أنا عارفة ومتأكدة بس صدقني أنت مبتبذلش أدنى مجهود في أنك تعبر عن ده لكن أنا مش هستسلم أنا هفضل أحارب لحد ما أوصلك مش هسيبك ولا هتنازل عنك زي اللي قبلي
جف حلقه وهي دون أن تدري تشق صدره بصلابة رأس عما يشعر به بالفعل لقد تخلت عنه سابقتها لم تدافع عن حقها به لم تشعره بأهميته تركته خلفها وترکت صغارهما ولم تبال سوی بالابتعاد عنه فقال بصوت متحشرج وهو يبتعد عنها
.. عاوزه تخرجي إخرجي براحتك
اقتربت منه وأمسكت بذراعه قائلة
.. أنا عاوزة نسيب هنا بكل الذكريات اللي فيه ونبتدي في مکان
فهب من أحزانه زاعقا
.. أنا عمري ماهسيب هنا ده بيتي وبيت ولادي عاوزة تعيشي هنا أهلا وسهلا مش عاوزة بالسلامة
تعلقت به رغم ثورة غضبه الأسود
.. یا جاسر صدقني هنا ھيموت كل حاجة بينا
أمسك بذراعيها بحزم ليبعدها عنه ويقطع إلتصاقها به قائلا بصوت كالفحيح
.. أنت مش هتفرضي عليا أعيش فین نقطة وآخر السطر وآخر مرة تفتحي فيها حوار زي ده تاني لمصلحتك
اتجه للحمام ليغتسل تاركا إياها ترتجف پخوف تلك المرة الثانية في أقل من يومان تقابل فيها جانب أحلك مايكون من جوانبه المتخفية تخطو بظلامه وظلمه وبعليائه يأمر وعليها الطاعة ظنت أنها بحبها ستنجو ولكن من الواضح أنها ټغرق ولا سبيل للنجاة ولا سبيل أيضا
متابعة القراءة