رواية يسرا الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


أخدهم من عندك يقعدوا معايا تلات واربع وخميس والجمعة تعدي تاخديهم مني في النادي 
اتسعت عينا سالي وهي لا تصدق عرضه الذي ألقاه على مسامعها بكل بساطة وقالت لتتأكد
.. یعني هتسيبهم معايا نص الأسبوع!
هز جاسر رأسه ولكن ضاقت عيناه وهو يؤكد لها
.. مع شرط 
كټفت سالي ذراعيها وقالت ساخرة
.. آه طبعا ما أنا قلت الموضوع لازم يكون فيه إن اتفضل أشرط یا جاسر 
تجاهل جاسر سخريتها وقال بهدوء
.. مش عاوز ولادي يكون ليهم أي علاقة باللي اسمه کریم لا يشوفهم ولا يخرج معاهم 
اتسعت عينا سالي قائلة برفض
.. ولما نتجوز إن شاء الله . . 

قاطعها مزمجرا
.. ولادي هيباتو معاكي في بيت جدهم یا سالي مش في بيت جوز أمهم 
هزت سالي رأسها وهي تقول بإدراك
.. يبقا الغرض من الإتفاق ده أني أفسخ خطوبتي ومتجوزش کریم ده اللي أنت عاوز توصله 
هز جاسر رأسه وقال نافيا وكأن أمر زواجها من آخر لا يعنيه
.. أنت حرة ياسالي دي حياتك وأنت حرة فيها وده اللي عندي واللي أقدر أقدمه اعقليها وشوفي هتتصرفي إزاي الولاد ليهم حق علينا ومن حقي أن ولادي ميباتوش في بيت راجل غريب ولا يكون ليه أي علاقة بيهم وأظن إنه ده الطبيعي 
هبط الصغيران الدرج بمرح يتسابقان وارتسمت على ملامحهم البهجة فأبيهما وأمهما سيصطحبانهما للخارج في نزهة عائلية خاصة بهما وهذا ما صرحت به سلمي بكلماتها الطفولية
.. أخيرا هنخرج سوا كلنا مع بعض 
همس جاسر بالقرب من أذن سالي
.. لو عاوزاني أقولها أنه جالي شغل وتخرجي أنت معاهم لوحدكم براحتك بس أنا صعبان عليا أكسر فرحتها 
هزت سالي رأسها نافية ومدت ذراعها لسلمي وقالت
.. مين هيركب معايا ومين هيركب مع بابا 
قال سليم معترضا
.. ما نركب كلنا سوا مع بابا 
شعرت سالي لكأنما تساق بمليء إراتها نحو فخ منسوج بعناية وتحت رعاية مباشرة وبتصميم موقع بلمسة من جاسر وأطفالهما ومع ذلك لم تستطيع الهرب والتملص فهي المذنبة هي من يعرض عليها رعاية وحضانة مشتركة بينهما وهي من تدفع بآخر في معادلة بقائهما لتصبح مستحيلة.
ويبدو أن المعادلات المستحيلة أصبحت تسيطر على مزيدا من العلاقات فما سمعته منذ قليل بالصدفة البحتة جعل بقائها مرتبطة بتلك الزيجة لهو أمر من رابع المستحيلات بحق فالنمر يخطو خطواته المدروسة بالفعل إذ سمعته يخطط مع أبيها تفرقة الأبناء أبنائها الصغير برعاية الجد إذ أنه شديد التعلق بأمه والتعامل معه ومع متطلبات سنه الصغير أمر فائق الصعوبة والأوسط والأكبر سنا معهما إذ يستطيع التفاهم والسيطرة على طباعهما الهادئة ومتطلباتهما البسيطة بحكم سن المراهقة هكذا بمنتهى البساطة معادلة تشملها هي وإثنان فقط من الأبناء والأخير الصغير منبوذ معادلة مستحيلة وببساطة طرحه لتلك المعادلة على مسامع الجد وموافقة الأخير عليها بالمقابل لم تجد حرجا ولا مانعا هي الأخرى بقذفه بأحط الصفات وأقذع الشتائم وهي تلقي بطوقه الذهبي بوجهه وتطرده خارج المنزل رغم أنه منزل أبيها بالأساس وبعد انصراف العقيد بأذيال الخيبة وزعقة أبيها وعلى غير العادة تصفيقا حارا من زوجة أبيها وتحية لها على موقفها الجريء منبعه الحقيقي أنها لم تكن لترحب برعاية صغير في عمره ولكن الظاهر أنه هذا ما تقوم به أم شجاعة بعمرها حملت صغيرها ودثرته جيدا وعادت لمنزلها الصغير الهاديء وفكرها يتقد بمعادلة أخرى لا زوج ولا عائل ولا وظيفة ولا سبيل للعودة وأيضا لا سبيل لطلب مساعدة من الأب معادلة أكثر تعقيدا والمزيد من التعقيد واجهته صباحا إذ استيقظت فزعة على صړاخ الصغير بآلآم ضرسه مجددا فحملته بعدما تناول طعام الفطور بمشقة بالغة نحو المركز الطبي الذي قصده آنفا وانتظرت دورها طالعتها سالي بإبتسامة مرحبة والصغير اقتحم الغرفة وجلس سريعا على المقعد المخصص له قائلا
.. آآه الحقيني وشوفي ضرسي يا طنط أبوس إيدك 
لم تتمالكا الاثنتان نفسيهما واڼفجرتا ضاحكتان واقتربت منه سالي وبحنان قالت وهي تداعبه تماما مثل سليم الصغير
.. وريني كده آآه رجعت تزود في الحلويات ومغسلتش سنانك 
أشار لها الصغير برأسه مذعنا وهو يتألم
.. خلاص حرمت آخر مرة 
شرعت سالي في أداء عملها وهي تقول
.. مدخلتوش على طول ليه يعني حتى لو کریم مش موجود دلوقت حالة أيهم حالة طارئة وبعدين يعني إحنا عيش وملح يامدام درية 
اقتربت منها درية
.. على أساس يعني هناديكي مدام سالي ده إذا كان جاسر وبقوله... 
بترت درية عبارتها بحرج بالغ وعندها رفعت سالي رأسها لها وقالت لترفع عنها الحرج
.. ولا يهمك . الغلطة عندي أنا يا درية 
انتهت سالي من عملها بعد قليل وهي تملي على أيهم بضعة أوامر لعله يستجيب لها والتفتت لدرية وقالت
شدي عليه شوية لو كل حلويات لازم يغسل سنانه في ساعتها وأشوفه كمان أسبوع نكمل شغلنا هزت درية رأسها وقالت
.. سمعت يا أيهم أظن أنك حرمت بعد الۏجع ده
 

تم نسخ الرابط