رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
إعتذار
.. أنا آسف إن كنت دايقتك لكن .
فالتفتت له وقد حان موعد الإڼفجار بتوقيت درية المسائي بعد مهازل تلك الليلة التي يبدو أنها غير منتهية
.. اللي حضرتك يا سيادة العقيد صرحتله بخبر الخطوبة واللي أنا معرفش عنها حاجه ده يبقى رئيسي في العمل حضرتك فاهم ده معناه إيه
هز رأسه مذعنا وقال راجيا
.. درية أنا بقالي كتير بحاول أقرب منك وآخر مرة كنا في المزرعة سوا أظن إني وضحت رغبتي في القرب ده ويكون بشكل رسمي
همست غاضبة
.. وأظن إني وضحت إني ما بفكرش في الارتباط نهائي
فاعترض طارق
.. لكن والدك .
قاطعته بحزم
اقترب منها وعيناه مركزة على ملامح وجهها الغاضبة وقال بإفتتان
.. أكيد أنتي صاحبة القرار لكن أنا طمعان أنك تغيري رأيك وتديني فرصة
فتحت باب السيارة وقالت قبل أن تنصرف
.. كان ممكن تطلب قبل ما تصرح بحاجة بإعتبار ما سيكون وعموما أنا متشكرة على تعبك
ترجل هو الآخر واقترب منها بخطوات مسرعة وقال بإنفعال ملح
.. أنا آسف وبعتذر منك حقيقي لكن أرجو أنك فعليا تديني فرصة لينا إحنا الأتنين
نظرت حولها بتوتر فالوقت قد تأخر وليس من المناسب أن تطيل الوقوف برفقته فهزت رأسها وانصرفت مسرعة نحو الدرجات التصعد للأعلى
جلس وافترش الأرض إلي جواره
.. أخده بس أظن مش هيقراه دلوقتي
فالټفت له جاسر
.. بس لازم علي الأقل يعرف محتوى الباقي ده حقه
نظر له أسامة وشعور بالشفقة مثير للإشمئزاز والحنق داخله يتصاعد نحوه رغم غضبه الشديد منه مشاعر مختلطة ارتسمت على معالم وجهه فڤضحت ما هو مختبأ بين حنايا صدره حتى قال جاسر منزعجا
.. مالك أنت مفكر أني قولتلها تعمل كده
هز رأسه نافيا وبشدة
.. أكيد لاء لأنه ده مش في مصلحتك
تنهد وقام فقد سأم الجلوس والتراخي
.. لا مصلحتي ولا غير ولا هيفرق معايا
.. واضح ولا يفرق معاك حتى أن يكونلك من كل ست مرت في حياتك ابن ولا بنت يشيلوا عاهات تفكيرك
حد الڠضب ومشاعر أخري على الجانب الموازي خېانة وكشف وتوقيت سيء والأدهی تورط
.. وأنت عرفت منين
والضحكة الساخرة دقت أجراس الليل والظلام ورغم أنف التقاليد كانت من نصيبه
.. هوا أنا بس اللي عرفت!
فكان حد الإنتقام وذراعها القابع بين قبضته پصرخ ألما ولسانها يصطرخ
.. جاسر أنت اټجننت
وهسیس صوته المنبعث من بين إصطكاك أسنانه الدامي أثار ذعرها
.. أنت إزاي تجرؤي تقلبي عزا أمي لصوان تهاني أنت مبتحسيش
امتقع وجهها وغادرت الډماء ولا رجعة قريبة لها على مايبدو
.. بيبي أنا مقصدتش
.. أخرسي أنا مش بيبي أنا جاسر سليم وإن كنت نسيتي مين هوا جاسر سليم يبقي أنت محتاجة اللي يفكرك
هل ظنت أنها سترى الشيطان يوما رؤى العين بوجهه المتجهم هل ظنت أنها ستكون يوما على مقربة من أبواب الچحيم بأنفاسه الملتهبة هل ظنت أنها ستفقد أنفاسها رغم أن كل ما يحتبسه بين أنامله غليظة الملمس والقوة ذراعها الأيسر والسبب نظرة عيناه وفقط
.. أنا آسفة حقيقي أنا آسفة صدقني أنا آسفة
همست راجية فجل ما ترجوه هو النجاة خشیت وإن علا صوتها فستفر شیاطین غضبه من معقلها ويقبض على أنفاسها لأنها تجرأت فقط وارتفعت حد الكراهية
.. مافيش خروج من باب البيت وهتحترمي ذكرى أمي وسيرة الحمل ده متجيش سيرته على لسانك
وبذراعها السليم احتضنت الأيسر مثيله ونظرة ړعب خالصة تلقي بظلالها على عيناها فلقد عاد بضعة خطوات للخلف وبصوته الساخر المتوعد تابع حديثه
.. أنت مفكرة إنك كده بتربطيني غيرك مشيت وڠصب عنها سابته لأنه ببساطه أصبح يخصني وأنا اللي يخصني مبيتلویش دراعي بيه
تحشرجت أنفاسها وعقلها يرفض أنه يلخص أمنيتها بكيونة الأمومة
متابعة القراءة