رواية يسرا الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


مکرهلكيش الخير يا سالي 
زمت شفتيها وقالت هازئة بكبرياء
.. وفكرك حتى لو اعترضت أنا هيهمني وعموما أنا قررت أني هاخد الفلوس 
عقد حاجبيه وقد تفاجىء لا فقط بذاك القرار الذي سعى للحضور لإقناعها بالموافقة عليه بل ومساعدتها للتصرف بتلك الأموال الطائلة وليظهر هو بمظهر ملائكي بل لتلك النظرة الڼارية بعيناها فقال
.. وأنا سعيد بقرارك ده ومكنتش ناوي أقف قصادك وأمنعك من حقك 
اقتربت منه وقالت بقوة
.. بس أنت فعلا مانعني من حقي 
هتف مستنكرا
.. أنا هزت رأسها ورددت بإصرار
.. أيوا حقي في أولادي 
رفع رأسه بخيلاء سطر له وحده دون البشر قائلا

.. أنت اللي اخترتي 
قالت تحمله الذنب
.. ده مکنش موضع اختیار یا جاسر 
اقترب منها وداخله يعتمل پغضب
.. أنا الأول خيرتك ووافقتي وتكوني معايا لآخر الطريق وجيتي في النص ورفضتي واخترتي تمشي وأنا مأجبرتكيش على حاجة 
احمرت وجنتها بنفس الڠضب وربما الضعف
.. وكنت عاوزني أعمل إيه أشوفك بتتجوز وأكمل معاك وأنا اللي أسميلك مولودك التالت ولا كنت أعمل أيه 
قال بهمس بارد جمد الڠضب بعروقها حتى شعرت بالقهر
.. ليه أم تسميه 
كتمت دموعها بصعوبة بالغة وقالت بصوت ينهار ألما
.. ربنا يخليهالك 
رفع رأسه بعد وقال
.. أنا أهم حاجة عندي ولادي مش هيفارقوا حضڼي يا سالي 
اقتربت منه بتحدي وقالت بعزم باد بقسمات وجهها التي أنارت مرة أخرى
.. ولا هيفارقوني 
ولمعت عيناها بإنتصار وهي تلمح إهتزاز شفتيه ورفعت صوتها لتنادي صغارهما للجلوس مع والدهما وانصرفت عنه بعيناها وهي تستمع لصوته الذي يحاول التحلي بالهدوء وهو يخبر صغاره أنه سيمر عليهم بعد غد لإصطحابهم مرة أخرى للقصر 
أظلم محيا الصغيران فقال جاسر متوجسا
.. ولا أنتوا لسه عاوزين تقعدوا مع ماما
هتف سليم
.. أيوا بابا با سیبنا هنا حبه كمان 
زم شفتيه وقال بصدق
.. بس أنتو بتوحشوني يا سلیم 
شعر سليم وأخته بالذنب ناحية والدهما فأقبلت سالي عليهم مرة أخرى لتنفي عنهم ذاك الشعور فهما المذنبان بحقهما وليس العكس قائلة بثقة
.. انتو هترجعوا مع بابا بعد بكرة وأحنا هنرجع لنظامنا القديم ويوم الخميس هتيجوا تباتو معايا  
نعم هو لا يحبذ التعاطي مع المتغيرات وما كان يبقيه واثقا ثوابت الحياة ولكن بعد تلك الزيارة القصيرة أدرك إنقلاب موازين الأمور فالمتغير أصبح ثابتا والثابت أضحى ماضيا ولعبته قطعت خيوطها وباتت حرة دونها تتحرك كيفما اتفق هواها وخطواتها لم تعد متعثرة بل هي واثقة بدربها والأدهى أنه درب يجهله.
تتعاقب الفصول والأزمنه وكذلك المشاعر ينقلب السخط إلى رضا والحزن إلى فرح والتوق إلى زهد وماكان مستحيلا بالأمس القريب يكون واقعا ملموسا بجوانبه تعملت أن تخوض دروب الحياة وتحصد ما تقدمه يديها بلحظة إنهارت حياتها وأطاحت بكل ما هو ثابت لها بيت وزوج وأسرة صغيرة باتت شبه وحيدة كما تحب أن تفكر وتعلمت أيضا أن تأخذ بالجانب الإيجابي فقط من الأمور كما أخبرها کریم ذات مرة أنهت آخر حالة وودعها الطفل الصغير بإبتسامة عريضة وهو يردد لوالديه محستش بحاجة خالص فابتسم له کریم بالمقابل ودلف إلي العيادة ليحادثها مازحا
.. خلاص كل الأهالي بقت بتطلبك أنت بالذات للأطفال 
ابتسمت سالي ومازحته
.. ربنا يبعد عنا بس العين 
ضحك کریم
.. أنا مش بقر أنا بنق بس المهم فاضية النهاردة على ستة كده 
عقدت سالي حاجبيها قائلة
.. يعني ممكن نخليها سبعة خير 
قال كريم بجدية
.. السمسار كلمني وبيقول لقى موقع خرافي 
ابتسمت سالي هازئة
.. على الله يكون صادق المرادي بقاله يجي شهرين ملففنا وراه 
رفع کریم يده قائلا بحزم
.. لا أنا آخر مرة كلمته جامد وأكد عليا المرادي أنه فيه كل المواصفات 
قالت سالي
.. خلاص بس خليها سبعة أكون لحقت أقعد مع الولاد شوية 
اقترب منها كريم قائلا بلطف
.. هوا باباهم لسه مش موافق يعيشوا معاك 
تنهدت سالي بحزن
.. أنا فاهماه کویس جاسر طول عمره عنيد بس عندي أمل يفوق ويحس ده مأثر إزاي علي نفسية الولاد سلیم بالذات 
عبس کریم متشككا
.. هيا مراته بتعامل الأولاد إزاي 
ضحكت سالي هازئة
.. اللي عرفته أنه محرج عليها تحتك بالولاد وهيا أصلا مالهاش خلق على مراعيتهم 
زم کریم شفتيه مستاءا
.. بجد شخصية غريبة أوي أنا ممكن أعند في شيء يخصني إنما مصلحة ولادي دي مافهاش عند 
هزت سالي كتفيها وقالت هامسة
.. ده جاسر هوا صح إلى أن يثبت العكس وتطلع أنت اللي غلطان برضه 
قهقه کریم بصوت مرتفع وهز رأسه غير مصدقا وقال وهو يتأمل ملامح سالي المستاءة
.. وده كنت عايشة معاه إزاي!
سرحت سالي بأبصارها بعيدا عنه ولكأنما تذكرت فكيف لها أن تنسى كيف كانت الحياة إلي جوار هذا الصلد العنيد! وأقرت بحزن هامس
.. كنت بسمع الكلام 
ظل کریم ينظر لها مليا حتى قال
.. بس الجواز مش واحد يتكلم والتاني يسمع ياسالي الجواز اتنين يتكلموا ويتفاهموا 
هزت كتفها دون حيلة قائلة بسخرية مريرة
.. یعني أنت كنت
 

تم نسخ الرابط