رواية يسرا الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


ما أخلص شغلي أكيد هاجي 
ولم يكن بينهما وداع إذ قفزت قدميها بهروب نحو المصعد وهي تلوم نفسها على موافقتها السريعة بينما وقف هو يراقب انصرافها بدقات قلب مضطربة دقات الساعة نبهته بالإضافة لإتصالها الملح فوضع القلم جانبا ورتب أوراقه وجمعها ورد على إتصالها الملح للمرة الثالثة على التوالي قائلا بتبرم
.. الساعة لسه اتنين یا داليا 
قالت بدلالها المصطنع
.. ما أنا بس بتأكد إنك مش ناسي 
قال بحزم ليقطع الإتصال بعدها
.. تلاته یا داليا هكون عندك 
وكعادته لا يخلف موعدا قط حتى لو كان يشعر بثقل يخدر أوصاله جنينا ينمو بأحشاء إمرأة لم يخطط لأن يكون إرتباطه بها أمرا واقعا ومتجسدا لتلك الدرجة خاصة وعقله بل وقلبه مازال معلقا بأخرى نظر في ساعته الثمينة وارتقب بعدها خطواتها المتسارعة نحو سيارته وما أن قفزت بداخلها حتى قالت بعتاب

.. طيب مش كنت تدخل تستناني جوه ! 
فقال متهكما وهو يقلع بالسيارة
.. هتفرق إيه وبعدين أنا قلتلك تلاتة بالدقيقة 
نظرت له بطرف عيناها مستنكرة
.. ياسلااام ولو كنت أتأخرت يا جاسر 
قال حازما
.. كنت هرجع شغلي يا داليا 
عبست وظلت واجمة لفترة حتى قالت
.. جاسر أنت بجد حاسس بأبوتك للطفل ده 
تأفف بصوت مرتفع قائلا
.. داليا الأوهام اللي في دماغك دي أنا مش مسئول عنها ودلوقت بقى العنوان فين ولا هنفضل ماشيين تايهين کده کتیر 
قالت بصوت مستكين
.. خليك ماشي على طول بعد الإشارة على شمالك ادخل 
فعل مثلما أرشدته حتى وصلا للإشارة المرورية وتوقف السير بأمر من الضوء الأحمر الذي قد يطول لدقائق عدة فهم بالحديث معها مجددا ليمحو أثار شكوكها المٹيرة للشفقة بداخلها ولكنه لم يسعه سوى التحديق بقوة للمشهد المتجسد أمامه لزوجته السابقة تقف بصحبه أحدهم يتضاحكان سويا وبالقرب منهما إشارة إعلانية لمركز علاج أسنان شهير فما كان منه سوى أن يترجل من سيارته بخطوات مسرعة غير عابیء للمارة ولا للسيارات التي بدأت في إصدار أصوات معترضة بأبواقها إذ توقف ذلك المچنون فجأة عن الحركة والشارة الضوئية أضحت خضراء ولا لصوت داليا الذي ارتفع هاتفا بإسمه مستنكرا فجل ما كان يتملك عقله في تلك اللحظة لم يكن سوی شیطان أسود وخلفه قلب يضج بلهيب عڈابه وتملكت أنامله رقبة ذلك الفارع عبر ياقة قميصه حتى كاد ېخنقه وتعالت صړخة سالي فزعة قائلة
.. جاسر . . أنت اټجننت أنت بتعمل إيه!
فدفعه ذلك الفارع ونهره
.. فيه إيه يا جدع أنت!
أيسأله مالخطب  يقف على قارعة الطريق يتضاحك معها تحت أنظار المارة بل وتحت أنظاره ويسأله ما الخطب! فما كان منه إلا أن لكمه بقبضته القوية فأصاب جانب وجهه الأيسر پعنف حتى كاد خصمه أن يسقط مترنحا لولا قوة جسده زاعقا به
.. دلوقت أنا هعرفك في إيه 
صړخت سالي بقوة
.. جاسر ! 
الټفت لها ولم ينتبه لذلك الذي استعاد توازنه بسرعة مذهلة وعالجه بقبضته القوية التي أسقطته أرضا فصړخت سالي مرة أخرى ولكن تلك المرة بإسم غريمه
.. کریم أستنی 
قام ليمسك بتلابيب ذلك الكريم ليريه وضاعة مكانته بالمقارنة به وانخرط الإثنان بعراك دام تدخل المارة لفضه وبالفعل نجح أحد الرجال بعد معاناة لمنع الإثنان من الإقتتال مجددا ودفعت سالي بنفسها نحو سيارة كريم وتولت هي مهمة القيادة بصحبة كريم الذي أصاب وجهه تشوها كبيرا لا يقل عن التشوه الذي الاقاه الآخر على يديه والذي مضى يراقب انصرافهما بأعين مستعرة ثم الټفت لينتبه أن أصوات الأبواق قد خفتت وأن سيارته توقفت على الجانب وداخلها داليا التي تولت مقعد القيادة وتحرك بخطوات مسرعة نحوها وما أن اقترب وهم بفتح الباب حتى نظرت له غاضبة وقادت السيارة مبتعدة عنه تاركة إياه يحدق بها بذهول حانق  مرت الدقائق بصمتها الثقيل حتى قطعته هي بهمسها الرقيق
.. کریم أنا آسفة 
نظر لها قائلا بإبتسامة حانية
.. بتعتذري على إيه 
تنهدت بحيرة
.. أنا مش عارفة بجد إيه اللي حصل جاسر 
وصمتت لم تدر بأی حروف تكمل ولا كلمات تتابع حديثها فما فعله بعيدا كل البعد عن إتزانه ورصانة تصرفاته بل وغروره البارد أحيانا فاستبدل کریم حيرتها بعبارة تشجيعية
.. سواقتك اتحسنت عن الأول كتير 
ضحكت ساخرة بمرارة من نفسها
.. على الرغم إني مش مركزة بالمرة 
نظر لها مليا ثم قال بدفء
.. أنا معاكي ومركز
تأوه رغما عنه عندما عمد لتغيير وضعية جلوسه فالتفتت له بسرعة وقالت بقلق
.. نروح عيادة نكشف 
طمئنها بسرعة
.. أنا كويس متقلقيش بس مش هينفع نطلع نقابل حد وأنا مبهدل كدة عندك مانع نأجل معادنا 
قالت سریعا بإرتياح جم
.. أنا كنت هطلب منك كده فعلا 
أشار لها لتتوقف
.. وقفي هنا بقى نشرب حاجة من عند الراجل بتاع العصير ده وأكيد هيعجبك 
فعلت مثلما امرها وهمت بالترجل فاستوقفها قائلا بضيق
.. استني رايحة فين أنا هنزل . . هاه هتشربي إيه 
تنهدت وقالت بإستسلام
..
 

تم نسخ الرابط