رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
أنا كويسة
سار لجوارها مشيرا لهاتفه
.. على فكرة ده كان واحد معرفه وهيخلص ورق المرور بإذن الله على بكرة أو بعده أنا بس وقفتك يمكن يعوز مني حاجة تقوليهالي قبل ما تمشي فالتفتت له بإمتنان عميق وشعور داخلي بالخزي إذ أنها كانت جافة وقاسېة بردود أفعالها على مدار اليومين السابقين معه ولكن ذلك لم يمنعه عن التحرك لصالحها فقالت بأسف عمیق
.. أنا متشكرة جدا یا کریم أنا تعباك معايا وأنت على طول متفهم
الټفت إليها وظل صامتا لبضعة ثوان حتى قال
.. أنا مش عايز اسمع الكلام ده منك تاني يا سالي أنا ميهمنيش إلا أني أشوفك متطمنة
.. وريني رسمتي إيه
.. ده أنا وأنت وسلیم وتیته مجيدة
دغدغدتها سالي قائلة
.. وأنا مالي طويلة أوي كده
ضحكت سلمى وقالت
.. لاء ده عشان احنا وتيته قاعدين وأنت بس اللي واقفة
ضحكت سالي وقالت
.. آه قولتيلي بقا
ولكن سرعان ماغابت ضحكتها عندما أردفت سلمی
.. بصي دي كمان دي أنت وبابا على البحر وأنا بعوم مع السمكة
قاطعها سليم ولم ينتبه لغياب بسمة أمه قائلا
.. كفاية بقى يا سلمى خلي ماما تشوف عملت إيه بالمكعبات
وقفز ليريها ما خبئه بجوار فراشه وعندما طالعته سالي حتى تراسمت معالم الدهشة والفرحة جنبا إلى جنب على وجهها قائلة
هز سليم رأسه بفخر إذ مضى وقتا طويلا في رص المكعبات ليشكل بها قصرا شبيها بالذي يسكنه وضحكت سالي وهي تقترب منه قائلة بذهول
.. ده أنت حتى الشجر عملته
قال سليم بعفوية
.. دي شجرة بابا تیته سوسن قالتلي عليها
تهرب من رسمة سلمى التي تحمل ذكري جاسر لتصطدم بمجسم سليم الذي يحمل بصمته وستظل تدور في دوائر لا نهاية لها ولا بداية إلا بجاسر نفضت عن رأسها أفكارها السلبية وقالت
.. ياله غيروا هدومكوا عشان أنا عازما کوا على الغدا بره
قفز الصغيران بسعادة وابتسمت سالی ولكن سرعان ما غابت عنها بسمتها إذ قاطعها صوته بحزم قائلا
التفتت له شاحبة وهي تطالع ساعة الحائط بضيق لمحه جاسر بسهولة بالغة وقال بنبرة ذات مغزى وقد ضاقت عيناه في إنذار صريح أنه لن يقبل بالرفض
.. ياريت لو نتكلم خمسه في مكتبي عبال ما الولاد يغيروا.
وبإحدى مميزاته التي لا يختلف عليها إثنان وبشجاعة المواجهة التي لازالت تفتقر إليها باغتها بسؤال حاد المقاطع في اللحظة التي أصبحا بمفردهما في غرفة مكتبه
.. مين ده اللي كنت واقفة معاه أول امبارح
ظلت تنظر له صامتة لوهلة وهي ترقبه بأعين واسعة حتى قالت بضيق بالغ
.. وأنت بأي حق تسأل وبأي حق أصلا تتهجم عليه
تسارعت خطواته نحو الباب وأغلقه پعنف أفزعها وقال وهو يشير بإبهامه محذرا
.. حذاري يا سالي أنا لحد دلوقت متمالك أعصابي معاك
توترت أوصالها وقالت بعند
.. هتعمل إيه ياجاسر هتضربني أنا كمان
زعق بها
.. متستفزنيش يا سالي عشان مترجعيش ټندمي وردي على السؤال مين ده وإزاي توقفي تضحكي معاه في الشارع!
اتسعت عيناها بفرط الدهشة وفغر فمها للحظات وهي تطالع نسخته الغاضبة حتى قالت بهدوء جم لا تعلم كيف استحوذت عليه بل وأيضا بإصرار مطلق
.. معدتش من حقك أنك تدخل في أي شيء يخصني يا جاسر واقفة مع مين بضحك مع مين بخرج مع مين حتى خلاص معدتش من حقك زي ما أنت عايش حياتك أنا كمان عايشة حياتي
اقترب منها وبأنفاس مشټعلة كاللهيب قال
.. كل شيء يخصك من حقي يا سالي ولمصلحتك متعمليش اللي أنا مش راضي عنه عشان لحظة ما هترجعي هيكون حسابك عسير عن كل شيء خالفتيني فيه
وربما ظنت أنها لن تندهش من شذوذ أفكاره وتقازم تواضعه بعد ما حدث لهما ولكنها لم تتوقع أنه قد يصل به لمستوى أبعد! فضحكت برقة ولكنها لم تتمالكها كثيرا إذ اتسعت وتصاعدت نغمتها حتى قالت وهي تراقب أنظاره المستعرة بدهشته
.. أنا حقيقي مش فاهمة إزاي متوقع أني أرجعلك وأنت زي ما أنت متغيرتش لاء وبتهددني كمان !
فرد فورا
.. وعمري ماهتغير
هزت رأسها وهي توافقه الرأي
.. ده صحيح أنت زي ما أنت فعلا جاسر بشركاته بفلوسه بمراته الحامل بحياته اللي عایشها بالطول والعرض من غير ما يفكر في اللي بيدوس عليه
متابعة القراءة