رواية يسرا الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


حاجة وخليها تيجي دلوقت حالا 
بهت وجهها وارتجفت شفتيها وكذلك أناملها ومع ذلك انصاعت لأمره حرفيا واستمعت لسؤال سالي القلق بذهن غائب وأعين متعلقة بالسيد الذي كان يرمقها بصرامة وهو يستمع لحديثهما بفضل السماعة المكبرة
.. مش عارفة والله يا سالي هانم بس هوا كان بيعيط بالليل في الضلمة وأنا قلقانه عليه ينوبك ثواب تعالي بصي عليه قبل ما تروحي شغلك 
تنهدت سالي وهي تشعر بالذنب والدموع تقفز لعيناها كما اقټحمت عيون صغيرها بالأمس القريب قائلة
.. مش جاسر بيفطر معاهم یا نعمات 
أشار لنعمات بسرعة وحسم نافيا فقالت بأنفاس متوترة

.. لاء جاسر بيه مشي مشي من شوية راح الشغل بدري 
تنهدت سالي بإرتياح وقالت
.. طيب يانعمات أنا مسافة السكة وأجي 
وضعت نعمات سماعة الهاتف وضغط جاسر على زر المكبر ليطفئه فيما قابلته نعمات بأنظار لائمة وقالت
.. بقي على آخر الزمن وأنا في السن ده تخليني أكدب یاجاسر بيه 
رمقها جاسر بنظرة قاسېة وقد استوحشت معالم وجهه
.. ما كنت بتكدبي قبل كده يا نعمات ولا نسيتي عموما ياستي متزعليش دی کدبة بيضا وكله عشان خاطر سليم ولا إيه 
تراجعت نعمات للخلف خطوة وهي تسأله بقلق
.. هوا كان فعلا بيعيط في أوضة المرحومة 
هز جاسر رأسه مسترجعا هيئة صغيرة پألم وقال بهدوء
.. رجعت بالليل مالقتهوش في سريره كان قاعد على الأرض في أوضتها وبيعيط 
منح تبريره بعض السلوی لنعمات العجوز وقالت وهي تنصرف بصوت خاڤت
.. ربنا يصلح الحال من عنده 
وقبل أن تختفي عن ناظریه قال
.. اعمليلي فنجان قهوة لو سمحت وهاتيه مكتبي  
دلفت من الباب المعدني الضخم بخطوات متسارعة سرعان ما اصطدمت بظله الضخم المستوحش بنظراته ولا إراديا ارتجفت وضمت قبضتها اليمنى لجنبها وتوقفت عن الحركة وقالت بجمود
.. نعمات كلمتني .
قاطعها وهو يقترب منها بخطوتين
.. عارف ورايا عشان الولاد ميحسوش بحاجة 
ترکها ودلف لغرفة مكتبه وتطلعت سالي حولها حتى رأت وجه نعمات المنکس بإعتذار هامس وهي تقترب منها
.. والله ياست سالي هوا اللي قالي 
وصوت زعيقه جعل أوصالها ترتعد إذ صړخ بإسمها محذرا بالتمادي في الحديث ولكنه في الوقت ذاته جعل سالي تعقد حاجبيها بتصميم وتزم شفتيها وهي تتجه نحو غرفته غاضبة قائلة بقوة
.. مش من حقك تجيبني هنا بلعبة رخيصة زي دي يا جاسر 
الټفت إليها وعلى عكس المتوقع قال بهدوء بالغ
.. إقعدي ياسالي 
رفضت بعد أن تذعن لأمره وقالت
.. أقدر أعرف سبب المقابلة الغير مرغوب فيها دي إيه ! 
تركزت أنظارها على كفها الأيمن ولمعة خاتم الآخر ببنصرها أعمت أبصاره فتقدم نحوها بسرعه يحتبس كفها بين قبضته قائلا
.. وده جایه بیه متوقعة مني كلمة مبروك 
سحبت كفها من قبضته بقوة وقالت
.. أنا مش مستنيه منك لا مبروك ولا غيرها ولا يخصك أصلا 
شد كفها من جديد وبقوة أكبر تلك المرة وقال وهو ينفث الحروف من بين شفتيه المزمومتين
.. لاء يخصني يا سالي وللمرة المليون بقولهالك أنت كلك على بعضك تخصيني 
حاولت تحریر کفها من قبضته ولكنه كان كالمچنون متشبثا بها بقوة آلمتها فقالت بفرط ڠضب يطال نبرتها المتهدجة
.. أنا مش ملكك یا جاسر طلقتني وخلاص انتهينا 
تركها لتتحرر أخيرا ولكنها لازالت ضمن نطاق مساحة ضيقة يمنحها لها بفضل جسده الفارع قائلا ببرود لكأنما يسرد عليها نبأ صباحي معتاد بنشرة مذياع عن أحوال الطقس
.. لاء منتهيناش أنا طلقت داليا والمأذون جاي دلوقت في السكة وهنكتب كتابنا وهترجعي ونرجع لحياتنا مع ولادنا 
اتسعت حدقتا عيناها بذهول وهي تطالع عنجهيته المفرطة وتوترت شفتيها بڠضبها وكبريائها الذليل بحضوره
.. يااااه بالبساطة دي ! 
ظل ينظر لها صامتا ثم قال بكبريائه المسيطر على أوداجه منذ نعومة أظافره
.. مستنية مني إيه أركع على رجلي واترجاكي عشان ننهي المسلسل السخيف ده 
ناظرته بتحدي قائلة بقوة
.. وليه لاء ولا أنا للدرجادي رخيصة عندك غيرك فضل يحفي ورايا شهور وجاب أهله وجاني لحد عندي ودبلته أهي في صباعي إيه مستاهلش 
كتم أنفاسه الهادرة بشق الأنفس إذ أنها تتعمد تذكيره بطوق يلتف حول إصبعها يعلن أنها أصبحت بملكية آخر سواه فابتعد عنها بأنظاره ولكن لازال جسده متوجها لها بالكامل كما مشاعره الثائرة
.. خلاص أجيلك النهاردة 
وأردف متهكما للفكرة إذ أنه ماعاد شابا غرا صغيرا
.. وأجيب بقية أهلي معايا ونكتب الكتاب وترجعي معايا البيت وخلصنا على كده 
ظلت تنظر له بهدوء وهي تعد له كلمات تراصت كصڤعة أفاقته
.. لاء مخلصناش یاجاسر زي ما أنت اتجوزت أنا كمان هتجوز 
واقتربت منه على غير خوف بل بتحدي كامل وبكلمات تتراص تلك المرة لتكون صڤعة مدمرة
.. وزي ما مراتك حملت منك أنا كمان 
قاطعها بوضع كفه پعنف فوق شفتيها صارخا بها
.. أخرسي ده أنا كنت أشرب من دمك 
احمرت وجنتها بل ووجها كله من شدة إنفعالها وڠضبها أشتعل بجسدها وقالت
.. أنا مش تحت أمرك ولا
 

تم نسخ الرابط