رواية يسرا الجزء الثاني
المحتويات
أنت عشان متتأخريش على شغلك
رفعت مجيدة الهاتف ليأتيها صوت أسامة الراجي يحيها بود ويسأل عن سالي فقالت متعجبة
.. الحمد لله يا ابني مين معايا
أجابها أسامة
.. أنا أسامة سليم أخو . .
قاطعته مجيدة بنبض ملئه الرجاء
.. أيوا أيوا أزيك يا ابني معلش متأخذنيش سالي أهيه
التفتت سالي عابسة واقتربت من الهاتف وهي تشير لأمها متوجسة فقالت أمها لتطمئنها وإشارات الفرح ترتسم على وجهها
.. ده أسامة أخو جاسر
ورغما عنها انقبض قلب سالي فرغم كل ما تتمناه أمها إلا أنه مستحيل الحدوث بتلك الطريقة فهو لم يكن ليرسل مرسالا ليتوسط بينهما لم يكن يوما جبنا أو متخاذلا وبالتأكيد لن يكون يوما خائڤا فالتقطت الهاتف وقلبها ينبأها بالنبأ الذي يحمله لها أسامة وتقبلته جامدة وهي تغمغم بأنفاس متسارعة
فقال أسامة
.. تحبي أبعتلك السواق
فردت قاطعة بسرعة
.. لاء أنا جاية حالا
وانقبض قلب مجيدة وهي تراقب وجهها الذي أظلم فجأة ولم تقدر على النطق وهتفت سیرین جزعة
.. خیر
هزت سالي رأسها نافية وتنهدت بكلمات مبتورة
.. طنط سوسن
فغمغا الإثنان
.. لا إله إلا الله
وربتت أمها على كتفها مواسية فقالت سالي
.. أنا هدخل أغير هدومي
وخرجت لتتجه للقصر وهي تشحن نفسها بالقوة اللازمة للقيام بتلك المهمة التي لم تقم بها من قبل ترتب في ذهنها المتقد ما يتوجب عليها فعله وكان على رأس أولوياتها تحاشیه فهي لن تدعه يظن أنها ستستغل ذلك الموقف للتقرب منه خاصة بيومهما الأخير.. لا تعلم كيف مر النهار بسرعة البرق بل كيف خرج جسدها من القصر مهرولا نحو مثواه وكيف تآزرت بنفسها لنفسها فقط كي تنفذ وصية أخيرة لتلك المرأة اليي تراها بعد نزع أثواب الحياة البالية عنها مسكينة رغم كل شيء أعدت طعام الغداء لطفليها وأطعمتهما بنفسها وتماسكت أمامهما وقلبها ينفطر ألما وذكريات نعش والدها المسجی تستقر جنبا إلى جنب جوار مشهد نعش حماتها القريب وقفت لتلقي واجب العزاء من النسوة القريبين بعضهن تعرفت عليهن في الحال.
فشهقت المرأة التي تجاورها
.. مبروك يا حبيبتي ألف مبروك سبحانك يارب ليه حكمة أكيد
والتفتت سالي تراقب ذاك الجمع المفترض به حزينا فإذا به ينبعث بالتهاني لتلك التي يرونها لأول مرة بحياتهم متناسين القريبة التي وارها الثرى كأنها لم تكن يوما ! وطعڼة أخرى تقبلتها بهدوء وارتسمت على وجهها إبتسامة كإبتسامة الموناليزا أثارت حيرة وڠضبا وحنقا داخل الزوجة السعيدة بنبأ حملها فقامت لتنصرف بعد أن أدت مهمتها التي كانت تتوق لها منذ بداية النهار على أكمل وجه وهي تقول بصوت منهك
فردت إحداهن
.. روحي ياحبيتي إرتاحي ربنا يتمملك على خير
وما أن اختفت حتى قالت أخرى وهي ا
.. ياشيخة وليها عين دي قدمها قدم شوم
واكتفت سالي بهذا القدر من النفاق غريبة هي وسطهن وداخلها كرجل يستظل بجدار وسط الصحارى ففقده إثر هبوب رياح أطاحت به وبكل ما يحيطه أو كطفل فقد أمه فطفق يبحث عنها بظلام الليل تحت زخات مطر منهمر ولم يجدها وتحت إلحاح من درية التي طالبتها بالانصراف فهي تبدو متعبة للغاية وطمأنتها أنها ستقوم بالواجب انصاعت مرحبة بهذا العرض فهي بحاجة لاستنشاق الهواء النظيف بعيدا عن زفرات الكذب والنفاق وانصرفت
متابعة القراءة